لقد آلمنا حادث التفجير الذي وقع قبل أيام قلائل بمجمع المحيا السكني بمدينة الرياض من قبل الفئات الباغية الإرهابية، وحقيقة فهذه التفجيرات والأعمال التخريبية تعتبر ضرباً من ضروب الظلم والجور عن الحق، وفيها قتل للأبرياء من أطفال ونساء ورجال لماذا؟ هل هذه التصرفات الهوجاء العدوانية من الجهاد في سبيل الله، ثم بعد ذلك هل الجهاد في سبيل الله يكون ضد المسلمين وضد المعاهدين الذين دخلوا تحت لواء الإسلام والمسلمين؟! فما دام أن المعاهدين أو الذميين قد دخلوا بإذن ولي أمر المسلمين قد أخذوا الأمان فلا يجوز الاعتداء عليهم قال صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة.. الحديث.
وهل يجوز قتل المؤمنين من دون وجه حق؟! كلا
قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}.
إذن ماذا يريد هؤلاء من بلاد المسلمين؟ أيريدون زعزعة الأمن؟ أيريدون سفك الدماء؟! أيريدون شق عصا الطاعة؟
كلا ثم كلا لن نسمح لأي معتدٍ أن يعبث ببلاد المسلمين أبداً، ولن نسمح لأي مجرم أن يقتل أي نفس مصونة سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة من دون وجه حق ومن دون حكم شرعي فهؤلاء وللأسف الشديد لم يراعوا حرمة هذا الشهر المبارك شهر القرآن، هؤلاء هم خوارج هذا العصر.
فيا معشر المسلمين لنقف صفاً واحداً ضد الإرهاب والإرهابيين لنتكاتف مع ولاة أمرنا - حفظهم الله - ضد أي هجمة من هجمات الإجرام، لأنا محسودون على هذه النعم التي نتقلب فيها من أمن وإيمان وتحكيم كتاب الله.
وأخيراً، أسأل الله أن يحفظ علينا أمننا وإيماننا وقيادتنا وأن يقمع أهل الزيغ والفساد إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* إمام وخطيب جامع النزهة بمنطقة حائل
|