تأخذني الشفقة وتغلبي عاطفة الأبوة وأنا أشاهد طفلي الصغير وقد أنهكته موجة من العطاس والكحة بسبب تقلبات الجو وما يصاحبه من فوضوية الأطفال حينما يتناولون المبردات في غير وقتها أو بعد شيء ساخن في غفلة من والدتهم التي تنهمك في أعمال المطبخ هذه الأيام في محاولة لابتكار أصناف جديدة ونادرة من «اللقيمات»، ثم أبادر بنقله لأقرب مستوصف ولو كان الوقت متأخراً ليلاً ومع قناعتي المسبقة من خلال تجارب سابقة أن العلاج الذي سيقدم لنا هو خافض للحرارة ومسكن وربما مضاد حيوي وهي متوفرة في صيدلية المنزل ولكن تأبى عاطفة الوالدين إلا أن نذهب لأنصاف وأرباع أطباء مناوبين في مستوصفات داخل الأحياء لندفع لهم قيمة كشف عن عارض صحي نعرف علاجه ويتوفر لدينا وهناك من يسمون أطباء عامين أو صيادلة أو ممرضين لا أدري أين تعلموا هذه المهنة تجدهم صباحاً في مستوصف شرق المدينة وليلاً مناوبين في اتجاه آخر في مستوصف مغمور ووصفاتهم لا تتعدى أموراً معدودة معروفة محفوظة عن ظهر قلب والتبرير لديهم هو أن فيروساً ينتشر بالجو يسبب الحساسية، ويضخمونها بصوت العارف الخبير هكذا «فيروص وحصاصية» المهم: ادفع قيمة الكشف واشتر العلاج من صيدلية المستوصف ذاته.
|