|
|
فرضت الانتفاضة الجبارة وهي في ذروة عطائها عام 1988 حالة عدم التردد في إعلان الاستقلال، وكانت تعبر عن لحظة حاسمة في تاريخ النضال الفلسطيني. كانت الانتفاضة في تلك اللحظات تشكل ثورة الشعب الذي تراكمت خبراته النضالية منذ مطلع القرن متوجة بثورة الكفاح المسلح التي أكدت بطلان نظرية الأمن الصهيوني. وجعلت من العام 1988، عام الانتفاضة فشغلت العالم وأثارت تعاطفه معها، وشدت العرب على طريق التضامن، وردت للقضية الفلسطينية مكانتها، وكرست منظمة التحرير الفلسطينية من جديد، وبعد مضي أكثر من مئة يوم على الحوارات والتحركات والاتصالات تمكنت قيادة م.ت.ف من وضع تصورها السياسي المستقبلي، وحددت الثاني عشر من تشرين الثاني /نوفمبر 1988، موعداً لعقد دورة طارئة للمجلس الوطني الفلسطيني، لمناقشة هذا التصور وإقراره، وسميت هذه الدورة بدورة «الانتفاضة» وفي الساعة الصفر والدقيقة الأربعين بتوقيت القدس الشريف ، من يوم الثلاثاء الواقع في السادس من ربيع الثاني 1409 للهجرة الموافق للخامس عشر من تشرين الثاني /نوفمبر 1988، تم اتخاذ أهم قرار سياسي في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية منذ نشأتها ألا وهو إقرار «وثيقة الاستقلال» بالإجماع، كما أقر المجلس بأغلبية أصوات أعضائه البرنامج السياسي لإنجاز هذا الهدف وتمكين هذه الدولة من ممارسة سلطتها الفعلية على أرضها واستندت «وثيقة الاستقلال» قيام دولة فلسطين الى الحق الطبيعي التاريخي والقانوني للشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين وتضحيات أجياله المتعاقبة دفاعاً عن حرية وطنهم واستقلاله وانطلاقاً من قرارات القمم العربية ، ومن قوة الشرعية التي تجسدها قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1947. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |