سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اشارة إلى مقال الدكتور حسن بن فهد الهويمل المنشور بجريدتكم الموقرة في عددها رقم «11359» وتاريخ 9/9/1424هـ بشأن الظروف الفنية الطارئة التي حدثت على رحلة السعودية من الرياض إلى الخرطوم يوم 19/10/2003م إلى غير ذلك من الملاحظات الواردة بالمقال، نود أن نعرض لسعادتكم وللكاتب الكريم الحقائق التالية:
أولاً: قبل دقائق من الهبوط بمطار الخرطوم لوحظ انبعاث خفيف للدخان في الكابينة ناتج عن خلل فني بسيط بأحد المحركات، وعلى الفور بدأ قائد الطائرة ومساعدوه في اتخاذ الاجراءات والاحتياطات اللازمة في مثل هذه الظروف والتركيز بشكل تام على هذه المهام التي تفوق أي اعتبارات أخرى وقد تم الهبوط بسلامة الله وبشكل عادي دون أن يتعرض أي من الركاب لأي مكروه ولله الحمد وبعد الهبوط قام طاقم الطائرة بتهنئة الركاب بسلامة الوصول حسب المعتاد علماً بأنه تم انزال الركاب بطريقة اعتيادية عن طريق السلالم ولو كان هناك أمر خطر لا سمح الله لتم استخدام وسائل أخرى لإنزال الركاب مع التأكيد بأن هذا الخلل الطارئ يحدث بشكل عادي لدى جميع شركات الطيران ويتم تدريب الطيارين على التصرف ومعالجة مثل هذه المواقف بأساليب مهنية.
ثانياً: من الحقائق المتعارف عليها في صناعة النقل الجوي أن الخلل الفني الطارئ والخارج عن الإرادة يعتبر من الظروف الاستثنائية التي تواجه جميع شركات الطيران في العالم. والمهم هنا هو حجم ما يبذل من جهود في مجال الصيانة لتلافي مثل هذه الأعطال الطارئة وحصرها في أدنى حد ممكن. وهذه الحقيقة يدركها معتادو السفر في أي مكان من العالم.
ثالثاً: إذا أخذنا في الاعتبار المتوسط اليومي لعدد رحلات الخطوط السعودية الذي يصل إلى حوالي 280 رحلة نجد أن ما يطرأ أحياناً من تأخير يعد من الحالات النادرة مقارنة بالعدد الهائل من الرحلات التي تغادر وتصل في موعدها.. وتأكيداً لذلك، نأخذ مثالاً لمحطة الرياض التي شهدت العام الماضي تشغيل 580 ،25 رحلة بنسبة انضباط 61 ،91% كما حققت السعودية بشكل عام نسبة 32 ،92% في انضباط مواعيد الرحلات وهي نسبة تفوق ما تحققه أكبر شركات الطيران الأوروبية والأمريكية من واقع تقارير هذه الشركات ذاتها وهذه ليست أرقاما انشائية بل هي حقائق موثقة من جميع المصادر داخل المؤسسة وخارجها.
رابعاً: التأخير للأسباب الفنية ينبع أساساً من حرص الخطوط السعودية على استيفاء أعمال الاصلاح بنسبة 100% وعدم السماح بإقلاع الطائرة قبل التأكد من ذلك تماماً حرصاً على اعتبارات السلامة التي تضعها المؤسسة على قمة أولوياتها.
خامساً: عتبنا على سعادة الدكتور الفاضل حسن الهويمل اتهامه المجحف سامحه الله في حق مؤسستنا الوطنية فليس هناك في صناعة النقل الجوي صيانة «سلق بيض» كما أشار كاتبنا الكريم، فهناك معايير ومقاييس عالمية يجب الالتزام بها قبل الترخيص لأي شركة طيران لمزاولة أعمال الصيانة.. ويكفي أن نعلم أن الخطوط السعودية من الشركات القلائل في منطقة الشرق الأوسط الحاصلة منذ سنوات على ترخيص هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية باجراء أعمال الصيانة للطائرات المسجلة في الولايات المتحدة إلى جانب حصولها الشهر الماضي على ترخيص هيئة الطيران الأوروبية كأول شركة تنال هذا الترخيص خارج القارة الأوروبية ذلك إلى جانب شهادات الجدارة والامتياز من شركات صناعة المحركات وغيرها.. وكما تعلمون سعادتكم فإن هذا التقدير من الهيئات العالمية المتخصصة لا يمنح مجاملةً وإنما بعد زيارات ميدانية مجدولة ومفاجئة من قبل ممثلي هذه الهيئات العالمية للتأكد من التأهيل العالي لهذه المرافق والعاملين بها ومن ثم يتم إعداد التقييم العلمي والمتخصص من هؤلاء الخبراء الدوليين في صناعة النقل الجوي.
سادساً: بشأن ما أشار إليه الكاتب الكريم من عدم وجود رقابة أو محاسبة، نفيدكم أنه لدى الخطوط السعودية أنظمتها الرقابية المتقدمة وإدارات خاصة بأعمال المراجعة والتصحيح وتطبيق معايير الجودة إلى جانب الإدارة القانونية وجميعها تعمل على محاسبة أي مقصر مهما كان موقعه وتحقيق الرقابة الصارمة على مدار الساعة.
وختاماً.. ومع كل التقدير لسعادة الدكتور حسن الهويمل ومكانته العلمية والثقافية، فقد اتخذ سعادته من الظرف الفني الطارئ الذي يواجه جميع شركات الطيران في العالم مادة للتجريح والإساءة لمؤسساتنا الوطنية والطعن في ذمة ابنائها وذلك بصيغة درامية تداعب خيال القارئ وتأخذه بعيداً عن أرض الواقع فلم يكلف نفسه محاولة طلب المعلومات من الخطوط السعودية قبل هذا التشهير الذي لا يستند إلى حقائق موضوعية بحيث يتصور القارئ بعد الاطلاع على هذا المقال ان مؤسستنا لم تحقق في تاريخها أي انجاز.. وإن كنا نعتقد أن له الحق في تناول ما يريد إلا أننا كنا نتوقع أن يتطرق بالحد الأدنى من الموضوعية إلى الاشادة بكفاءة قائد الطائرة ومساعديه وحكمتهم ومهارتهم التي مكنتهم بعد توفيق الله من الهبوط بسلام دون ازعاج للركاب.نأمل التفضل بالاطلاع على ما ورد من حقائق راجين التكرم بنشرها بجريدتكم الموقرة، ليس دفاعاً عن الخطوط السعودية وإنما انصافاً لمؤسستنا الوطنية وأبنائها الأمناء المخلصين والعاملين على مدار الساعة في خدمة هذا الوطن المعطاء والمسافرين الكرام.
وتفضلوا سعادتكم بقبول فائق التحية والتقدير،،
يعرب بن عبدالله بلخير/مدير عام العلاقات العامة بالخطوط السعودية |