هل من توبة صادقة يكون رمضان بدايتها
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.
فالكل كان متلهفاً لقدوم ضيف عزيز ومبارك على جميع أفراد الأمة الاسلامية، فهو ضيف عزيز ومبارك على جميع أفراد الأمة الاسلامية، فهو ضيف يطل علينا في السنة مرة واحدة لمدة شهر واحد أيضاً إنه شهر رمضان المبارك الذي نزل فيه القرآن { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ } فهل شمرنا عن سواعد الجد لهذا الشهر الكريم ولا أقصد بالاستعداد هنا المأكل والمشرب وإنما أقصد مدى ابحارنا في بحر العبادات فهو بالتأكيد يختلف اختلافاً مغايراً تماما عن باقي الأشهر ولكن لماذا لا يكون الاستعداد بداية صفحة جديدة في حياتنا اليومية؟ لماذا لا يكون الشهر هو بداية عهد جديد من هذه الحياة.. هيا يا عبدالله ويا أمة الله لنتوب توبة صادقة في هذا الشهر العظيم فكل واحد منا له من الذنوب ما الله بها عليم ولا يوجد انسان معصوم عن الخطأ وليس عيب أن نخطئ ولكن العيب هو الاستمرار في الخطأ فهل نستمر على غفلتنا واغراقنا في المعاصي والذنوب أم نتوب ونفيق من الغفلة؟ هيا نشد من أزر بعضنا لبعض وننصح بعضنا ونذكر بعضنا بالجنة والآخرة التي غفل عنها الكثير حتى من الصالحين منا ونعلن توبتنا في هذا الشهر ليكون فاتحة خير علينا محاولين قدر المستطاع المجاهدة والصبر على هذه النفس الامارة بالسوء الا ما رحم ربي فالدنيا دار ممر وليست دار مقر فهي فانية زائلة فكن كالغريب فيها وإياك أن تغرك الحياة الدنيا فتكون من الهالكين واتق يوماً لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم فأقول أخي الحبيب: أما آن لك أن تفتح صفحة جديدة في حياتك فتكون إن شاء الله ممن تحول من الحضيض الى السمو والرفعة، ومن ضيق الصدر الى انشراح النفس.. فقم عزيزي وانثر غبار الكسل والخمول وجدد توبتك وصلتك بربك وقم بعمارة الآخرة من الآن عمارتها بالأعمال الصالحة وترك المعاصي وإياك إياك من رفقة السوء فهم شر كل مجتمع وعلى النقيض الآخر عليك بالصحبة الخيرة الطيبة فهي والله خير معين لك بعد الله سبحانه وتعالى في الثبات على دين الحق القويم.
|