Wednesday 12th november,200311367العددالاربعاء 17 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

غزوة بدر الكبرى بداية لكسر شوكة المشركين غزوة بدر الكبرى بداية لكسر شوكة المشركين
المعركة تعزز موقف المسلمين ومكانة الإسلام

اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك يصادف ذكرى مرور 1416 سنة على غزوة بدر الكبرى التي حدثت في يوم الجمعة السابع عشر من السنة الثانية للهجرة، هذه الغزوة او الحرب تعد بداية التأسيس الحقيقي لدولة إسلامية عظمى، حيث سحقت خلالها رؤوس كبار المشركين وأعداء الله ورسوله، لقد كانت الغزوة المذكورة مضرب المثل ونموذجاً فريداً في الشجاعة والحنكة وملحمة من ملاحم البطولات والانتصارات الإسلامية المتعددة وحدثاً نستلهم منه العبر وطريقاً حياً الى الجهاد ونصرة دين الله العظيم وإعلاء كلمته ودحر الباطل وإحقاق الحق.
أسباب حدوث المعركة
قد ابو سفيان بن حرب من الشام بقافلة تجارة عظيمة قاصداً مكة المكرمة وفي حراسة اربعين راكباً بما فيهم عمرو بن العاص وابو سفيان نفسه، ولما علم المسلمون في المدينة المنورة عن امر هذه القاقفة ارادوا اعتراضها وذلك لرد حقوقهم المسلوبة التي تركوها وراءهم في مكة المكرمة، وقد غيرت قريش اتجاه سيرها واخذت طريق الساحل لما علمت بأمر المسلمين ورغبتهم في استرداد حقوقهم المسلوبة وابتعدت عن بدر الذي كان فيه ينتظر المسلمون مرور القافلة لأخذ ما فيها من غنائم.
ورغم ان القافلة نجحت إلا ان ذلك لم يثن ابا جهل بن هشام عن الخروج بصناديد قريش لملاقاة محمد صلى الله عليه وسلم في موقع يسمى بدراً وهو موضع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وهو على بعد 160 كم من المدينة وقد قيل لابي جهل الجاهل لقد نجت العير فعد بالنفير وارجع الناس الى مكة فأبى عليه كفره وجبروته ونهايته وقبل ذلك تدبير العزيز عز وجل حيث قال أبو جهل: «لا والله لا يكون ذلك ابدا حتى تنحر الجزور وتشرب الخمور ونقيم القينات والمعازف ببدر فيتسامع جميع العرب بمخرجنا وان محمداً لم يصب العير وانا قد هزمناه وشردنا بأصحابه وخربناه بسيوفنا».
الرؤيا العجب
سبق هذه الغزوة التاريخية ان اخت العباس بن عبدالمطلب قد رأت رؤيا عجيبة وكأن ملكا نزل من السماء ثم أخذ صخرة من الجبل ثم حلق بها فلم يبق بيت من بيوت مكة إلا أصابه حجر من تلك الصخرة فحدث بها العباس واشاعها بين القوم ليثني عزيمة النفير عن حرب ابن اخيه.
ابو جهل يقرع طبول الحرب
وقد جمع ابو جهل صناديد قريش ودعاهم الى الحرب لما علم بمحاولة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه التعرض للقافلة ونادى من فوق الكعبة: «يا أهل مكة النجا.. النجا.. على كل صعب وذلول.. عير اموالكم ان اصابها محمد لن تفلحوا بعدها ابدا».
ولم يأبه ابو جهل برؤيا اخت العباس وادرك ان العباس قد اشاعها بين القوم ليثنيه عن عزيمته والتقليل من حماسه ورد على هذه الرؤيا بقوله: ما يرضي رجالهم ان يتنبأوا حتى تتنبأ نساؤهم.. واراد بهذا القول ان يبث الحماس في قريش للخروج الى بدر لينقذ قافلتها القادمة من الشام ويهين المسلمين ويذلهم ولم يدر ان هذه الحرب ستنقلب وبالاً عليه وعلى أصحابه.
المسير إلى ساحة المعركة
وخرج ابوجهل من مكة المكرمة بأبطال قريش وكان عددهم وعتادهم يفوق المسلمين، حيث يبلغون الف مقاتل مدججين بالسلاح والخيل والابل.. وفي المقابل كان المسلمون اقل وعددهم لا يتجاوز الثلاثمائة رجل ولم يكن معهم سوى سبعين بعيراً وست اذرع وثمانية سيوف ومعظمهم يمشون على أقدامهم.
معسكر المسلمين
والاستعدادات للمعركة على قدم وساق نزل جبريل عليه السلام وقال يا محمد «إن الله وعدكم إحدى الطائفتين اما العير وإما قريش فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه فقال أما تقولون ان القوم خرجوا من مكة على كل صعب وذلول فالعير احب اليكم او النفير وكان بعض اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يفضلون السلم على الحرب لقلة عددهم وعتادهم فأجابوا الرسول بقولهم بل العير احب الينا من النفير فتغير وجهه صلى الله عليه ثم رد عليهم فقال: إن العير قد مضت على ساحل البحر وهذا ابو جهل قد اقبل فقالوا يا رسول الله عليك بالعير ودع العدو.
اذهب أنت وربك فقاتلا
لاحظ أبوبكر وعمر بن الخطاب غضب الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم فقاما فأحسنا القول وشدا من ازر الرسول وألهبا الحماس والغيرة الإسلامية في نفوس من رفض لقاء العدو.. ثم اعقبهما سعد بن عبادة والمقداد بن الاسود وقاما في وسط القوم وقال سعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انظر امرك فوالله لو سرت الى عدن ابين ما تخلف عنك احد من الانصار.. وأبين اسم رجل نسبت اليه عدن ثم قال المقداد: يا رسول الله امض لما امرك الله فانا معك حيث احببت لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون ولكن اذهب انت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون ما دامت عين منا تطرف فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال اشيروا علي ايها الناس ويعني الانصار لانهم حين بايعوه على العقبة فقالوا انا براء من ذمامك حتى تصل الى ديارنا فإذا وصلت الينا فأنت في ذمامنا نمنعك ما نمنع به اباءنا ونساءنا.. فاحب النبي صلى الله عليه وسلم ان يقف على ابعاد هذه البيعة وهل تمتد الى خارج المدينة ام داخلها فقط.. فقام سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال: لكأنك تريدنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجل، قال سعد: لقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا ان ما جئت به هو الحق واعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما اردت فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره ان نلقي بنا عدونا ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله فسعد النبي صلى الله عليه وسلم من قول سعد ثم قال: سيروا على بركة الله فابشروا ان الله وعدني احدى الطائفتين والله لكأني انظر الى مصارع القوم.
ابليس يرى الملائكة
وصل جيش الرحمن وجيش الكفار الى ارض المعركة.. ولما اوجس ابو جهل خيفة ورهبة من الموقف خرج له الشيطان ابليس في صورة سراقة بن مالك بن جعثم الشاعر الكناني فقال له لا غالب لكم اليوم واني مجيركم من بني كنانة والذين بينهم وبين قريش عداوة وتوهم الكفار ان الشيطان هو سراقة بن مالك.
المواجهة في الميدان
* والتحم الجيشان فثبت الله المسلمين أمام عدوهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتابع المعركة رافعا يديه الى السماء يدعو ويسأل النصر على الأعداء ولما اشتدت المعركة شارك صلى الله عليه وسلم في الحرب ولم يبق مشرك إلا ودخل عينيه حصى من قبضة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم.
المدد من السماء
* ومعنى مردفين أي متتابعين وضربت الملائكة الكفار على الأعناق فكان الفارس من المسلمين يقصد ضرب رقبة منازله من الكفار فتسقط رقبة خصمه قبل ان يصل سيفه إليها.
حسم المعركة
المعركة رغم قوة الكفار لم تستمر سوى يوم واحد وتوجت بنصر مبين للمسلمين على الكفار وقد اسفرت المعركة عن استشهاد اربعة عشر مسلماً.. وقتل سبعين مشركاً من كبار قريش وابطالها واسر سبعين آخرين منها وكان في مقدمة قتلى المشركين قائد معركتهم ابو جهل وهكذا انتهت أولى وأهم المعارك في الإسلام غزوة بدر الكبرى.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved