Wednesday 12th november,200311367العددالاربعاء 17 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هواجس العام الدراسي الجديد! هواجس العام الدراسي الجديد!
سلوى أبو مدين

مع بدء العام الدراسي الجديد فإن طلبتنا يتوجسون خيفة وحذراً.. مع آمال قاتمة!
فالعام الدراسي الجديد يحمل للبعض منهم الخوف والرهبة ويخفي في طياته أحلاماً، ولكنها قد تكون سرابية!
رغم الخطط الموضوعة والإعداد، إلا أن هناك قصوراً ليس من قبل المعلم أو الطالب وإنما المناهج التي أرهقت عقول طلابنا.. وقد حصرناهم في البحث النظري وعطلنا كثيرا من تفكيرهم وبحثهم ودأبهم.
وكل عام يتخرج آلاف منهم فتياناً وفتيات.. ولكن سرعان ما يتلاشى ما درسوه طيلة العام الدراسي.. وذلك لكثرة اكتظاظ المواد والحشو على غير فائدة، إذ حصرناهم بحفظ ما يدرسون دون أن نسخّر تلك العقول للتفكير والبحث ونساعدهم على توليد أفكار جديدة تناسب حياتهم!
مازالت قضية التعليم تشغل العديد وبحاجة ماسة إلى مزيد من إعداد وتطوير، حسب متطلبات العصر وحاجته إليه! فكثرة المواد الدراسية على غير فائدة ترهق الطالب، فلا يحقق التحصيل الجيد.. وينسى ما تعلمه خلال العام.. وبذلك ننتح عقولا خاوية ناسية ما قدم إليها وتعلمت!
وليتنا نرى تلك الأثقال التي يحملها الطالب في حقيبته المدرسية على ظهره وهو بالكاد يمشي بها بضع مترات.. كل ذلك لم يؤبه له، بل تجاهلناه.. ونظرنا من جانب الكم وليس الكيف، لأدركنا أن ذلك يؤدي إلى الزهد في التعليم.!
أعلم أن هناك الكثيرين ماتت أحلامهم مع بداية هذا العام الدراسي وانقضاء العام المنصرم.. وصدموا بيأس، بعدما كانوا ينعمون في أحلام وردية.. فتبدلت الحال، وأضحوا يلثهون وراء سراب طويل، ونظرة إلى ما قدم لطلبة سنة أولى ثانوي من مواد مكتظة، تصل إلى ثماني عشرة مادة دراسية خلال الفصل الدراسي الأول.. مما دفع إلى إحباط في نفوسهم عند بداية العام الدراسي الجديد.
وثمة تساؤل يطرح نفسه: كيف يتم استيعاب ذاك الكم الهائل من المواد عند هؤلاء الطلبة..؟
حقاً إنني أشفق لحالهم.. بل وارثيه أيضاً.. فقد تبدلت آمالهم وطموحاتهم وغُلّفت بلون رمادي قاتم، عندما اصطدمت أعينهم بأعداد مهولة من الكتب المدرسية التي تزن الكثير من الكيلوات وما هي إلا حشو فارغ لا جدوى منه، وهو بعيد عن النموذج المجدي.. إن هذا الحشو الكثير يعطل القدرة والذكاء.
لقد حصر الطالب في بوتقة الحفظ الصم دون استيعاب. وأصبح مطالبا أن يتخطى هذا العام الدراسي ليتوجه إلى العام الذي يليه بأثقاله، ومات الابتكار والبحث في نفس الطالب. وكلي أمل من رجالات دولتنا الناهضين بالتعليم المدركين لتلك المسؤولية الشاقة التي يحملونها، للعمل نحو إيجاد السبل لتطوير سبل التعليم ومناهجة إلى الأفضل حسب متطلبات العصر، بعيدا عن الكم، مراعين قدرات طلبتنا، حتى نسير في ركب التقدم والحضارة، للرقي بعقول طلبتنا لما ينفعهم.. ونعمل بخطط منهجية مدروسة حتى نعد من المتقدمين علمياً وعملياً.والله من وراء القصد.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved