Wednesday 12th november,200311367العددالاربعاء 17 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دياجير الحياة دياجير الحياة
لولوة عبد العزيز الحمدان / الرس

سارت السيدة «مصداقية» إلى حتفها معصوبة العينين، مطمئنة النفس، منتظمة النبضات.. هادئة واثقة.. لم لا.. وممهد دربها تحمل بين طيات لبها له كل التقدير والاحترام والثقة.
وآآه منها السيدة «ثقة» كم أرواح أزهقت.. وضياع دمرت وأفواه كممت تحت سماها
سارت صاحبتنا.. ومعصمها يدمي من شدة الضغط عليها من ممهد دربها ولكن هيهات أن تشتكي أو تقبل ولو الشك ناهيك عن الشكوى.
فصمام الأمان والاطمئنان لديها قوي تجاه من حولها.. ولجت صاحبتنا في دياجير الحياة والرؤيا تحت عصابة عينيها واضحة وضاءة أو هكذا رأتها هي.. وألا فكيف يلامس إنسان عينيها النور من وراء الجدار!! عجبي أخذتها الدياجير وهي سائرة مغمضة الجفن قريرته.. لتلقي بها في جوف رمال متحركة لتنزلق بهدوء وسكينة ونعومة وفجأة شعرت بالاختناق من رمال الحقيقة المتحركة المعتمة الناعمة جداً حتى ليسهل عليها التداخل والتماذج مع أكسجين الحياة في رئتيها.. إنها تسعل وتسعل لهول ما تحسه وتعيشه.. حري بها هذا السعال فهي في جوف رمال الحياة المتحركة المظلمة وحيدة تملك كل الأحاسيس.. مسكينة «مصداقية» فلا هي بالتي ذابت في جوف الرمال المتحركة ولا بالتي لفظتها على أرض الحياة الثابتة الصلبة.. بل تتقطع أنفاسها وهي تتلاحق مع دوامات الرمال المتحركة، وبكل مالديها من قوة حلت صاحبتنا العصابة عن عينيها ولكن للأسف متأخرة جداً فلا هي في أول الدرب ولا في بداية الديجور لتمسك ولو بضوء نجمة تائهة في كبد السماء.. وليست على أرض ثابتة تمنحها فرصة لالتقاط أنفاسها واعادة حساباتها لتعود أدراجها ولو الهويني، الهويني.. علها تتدارك ولو اليسير من تركيبة حقيقتها المرة هذه الحقيقة التي بنتها على تلال من الأملاح قاعدتها من الماء وسقفها من الهالات الضوئية الزائفة.. ضاعت الحقيقة وبان ما خفي فالابتسامة المشرقة أضحت فك جارح.. والكلمة الهادئة ما هي إلا زبدة تشوهت معانيها تحت حرارة الواقع.. والمعرفة والتواصل للأسف ذهبت معانيها أدراج الرياح.
كل هذا وصاحبتنا «مصداقية» مازالت في عراك داخل ذاتها مع الرمال المتحركة في دياجير ليلها.. وصوتها يطغى حنيناً على السكون مناجية خالقها {رّبٌَ لا تّذّرًنٌي فّرًدْا $ّأّنتّ خّيًرٍ پًوّارٌثٌينّ } .

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved