Wednesday 12th november,200311367العددالاربعاء 17 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اختيار الأسماء سنة نبوية اختيار الأسماء سنة نبوية
الأستاذ منصور الرفاعي (*)

من حقوق الطفل التي أوجبها الاسلام على الوالدين، حقه في التسمية الحسنة، فالواجب على الوالدين أن يختارا للطفل اسما حسنا ينادى به بين الناس، ويميز به عن أشقائه وأقرانه، وأوجب الاسلام أن يحمل الاسم صفة حسنة أو معنى محموداً يبعث الراحة في النفس والطمأنينة في القلب، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، ألا فأحسنوا أسماءكم) ويروى أنه صلى الله عليه وسلم جاء إلى دار ابنته فاطمة رضي الله عنها حين ولدت (حسناً) ثم سأل: ماذا أسميتم ابني؟ فقال علي كرم الله وجهه حرباً، فقال صلى الله عليه وسلم: بل هو (حسن) ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن، وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حربٌ ومرّة) وهذا أبو هريرة رضي الله عنه كان اسمه (عبد شمس) فلما أسلم غيّر الرسول صلى الله عليه وسلم اسمه إلى (عبدالرحمن).
لماذا كل هذا الاهتمام بالاسم؟
هل الموضوع على هذا القدر من الأهمية؟
أليست (الأسامي) كلاماً؟!
تأتي البرمجة اللغوية العصبية وتكشف لنا سراً من الاعجاز النبوي وتقول لنا لماذا كل هذا القدر من الاهتمام.
تخبرنا البرمجة اللغوية أن تكرار أي عمل أو قول عدداً كافياً من المرات سوف ينقله من منطقة الوعي في العقل إلى اللاوعي بحيث يصبح عادة وسجية، مثلما تعلمنا الكتابة والقراءة بالتكرار فأصبحت سجية نقوم بها بدون تفكير، فكذلك الاسماء.
فالتكرار أحد قوانين العقل الباطن، وتحدث عنه الدكتور صلاح الراشد في قانون الجذب، وفكرته تعتمد على تكرار جملة بسيطة مدة معينة من الزمن، وبمشيئة الله تعالى تتحقق تلك الجملة.
فما قولك لمن يكرر كلمة سلبية عن نفسه طول عمره؟
بل ويعرّف بها عن نفسه كأن يكون اسمه العاصي أو فتنة أو حزين أو شارع ويكبر ويكبر الاسم معه ويترسب التأثير في الاعماق ويزداد الأمر خطورة إذا جعله أكثر من اسم بأن يجعله صفة ثم قد يصبح الحزن قيمة عنده والأعظم من ذلك أن يعتقد أنه شخص حزين وانه اسم على مسمى عندها لن يسعده شيء في الدنيا كلها ويبدأ لا شعوريا بجمع كل ما يوافق هذا المعتقد فيصبح مثله المفضل إذا تعرض لموقف.
(جت الحزينة تفرح ما لقيت مطرح)
شكله يبعث على الحزن مطرق ينظر الى الاسفل دائم العبوس.
صوته واهن، نبراته حزينة كلها شجن ربما يردد مع أبي العلاء المعري


تعب كلها الحياة فما أعجب
إلا من راغب في ازدياد
إن حزنا في ساعة الموت
أضعاف سرور في ساعة الميلاد

ومما يعزز تأثير الاسم على صاحبه ردة فعل الآخرين عند سماعهم لاسمه، وهو ما لا بد أن يحدث سواء كانت ردة الفعل ملفوظة أو غير ملفوظة، وإذا كان حوله متشائمون
لك أن تتخيل هذا الموقف
الحزين يطرق الباب، وصوت من الداخل
- من بالباب؟
- أنا حزين
- اللهم اجعله خيراً، حزين مع الصباح (إيش هذا الصباح؟!!)
أخي القارئ الكريم ربما شعرت بمشاعر سلبية وأنت تتخيل هذا الموقف أليس كذلك؟ فكيف بك لو كان هذا اسمك أو اسما لابنك؟
وأختم بهذه القصة التي وردت في السنة المطهرة.
يروى عن سعيد ابن المسيب عن أبيه أن أباه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما اسمك قال حزن قال أنت سهل قال لا أغيّر اسما سمانيه أبي قال سعيد ابن المسيب فما زالت الحزونة فينا.
أليس هذا يدعونا ان نحرص على تسمية أبنائنا بأفضل الاسماء ونناديهم بأروع الصفات يا سعد البطل، ويا حسن الدكتور، وأيها القارئ الكريم نلتقي في مقال قادم إن شاء الله.
(*) مدرب «ممارس متقدم» برمجة لغوية عصبية من الاتحاد العالمي INLPTA مشرف متخصص في مركز البرمجة اللغوبة العصبية.
http://www.nlpnote.com

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved