Wednesday 12th november,200311367العددالاربعاء 17 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
بين الأهداف وتنفيذها!!
د. خيرية السقاف

ان على وجه التحديد تجلَّت الحاجة إلى فحص دقيق لأساليب التربية، والتنشئة الإسلامية لأفراد المجتمع. فالدين لم يكن حكراً لإنسان، كما أنَّ المختصِّين في علومه ليسوا وحدهم «المسلمين»... فالذي تؤكده القاعدة أنَّ العلم الشرعي واجب على كلِّ مسلم أن يعرف أصوله، وتفريعاته، ليكون قادراً على تنفيذه في سلوك يشمل تفكيره، ووجدانه، وممارساته في حركته وانفعالاته، أداءً منظَّماً، واضحاً، ظاهره لا يخالف باطنه.
فما الذي تجلَّى الآن؟!...
وكيف نفِّذت أهداف التعليم التي تضع تحتها المؤسسات العلميّة خطوطاً عريضة لتنمية الولاء الديني والوطني، وغرس العقيدة في النفوس وتوجيه الفرد إلى أن يكون عنصراً بناءً فاعلاً لا سالباً...؟!
كيف هي أدوار المعلِّمين المربين في هذا الأمر؟
أوَلم يتَّضح أنّ هناك قصوراً في تنفيذ الأهداف التنفيذ المؤثر الذي يمكّن الهدف من بلوغه؟ وتكون المحصلة هي تحقيقه كما وضع ورسم له؟
أوَلم يتضح أنّ هناك فجوات بين ما ينظَّر له وبين ما ينفَّذ من أهداف التربية والتعليم؟
إنّ العلم الشرعي في مجال الإيمان والاعتقاد والعبادة والسلوك والتعامل والتعايش والأخلاق والتفكير حين يُلقّن دون أن يُشرَّب لا يتمثّله الإنسان إلا صفة دون هويَّة، وحين يُعلَّم بسطوة العصا، أو في إطار العادة، أو بعقوبة اللسان لا يؤتي ثماره...، إنّه هويَّة إيمانيَّة عنها يتحقق للإنسان بقية انتماءاته، من الهويّة الوطنيّة، والاجتماعيّة، والفكريّة، و... و.. وكلَّ ذي انتماء...
أولا ندرك الآن أنَّ هناك فجوات وفجوات بين أهدافنا؟ وبين تنفيذها؟ وبين أُسسنا؟ وبين عاداتنا؟
و... أليس من الصواب الآن أن نتدبَّر أساليب جديدة لبناء الهويَّة الفردية وتمكين جذورها، بدءاً بمعرفة الله تعالى حق معرفته، وأنَّ لا بشر يملك أن يكون رأيه هو الأوحد وأنَّ موقفه هو الأصوب، لأنَّه تعالى ليس لعبدٍ دون آخر، وليس مع أناسٍ دون غيرهم إلاَّ في حدود ما جاءت به شريعة الله تعالى في كتابه وسُنّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، وحين يُنشَّأ الإنسان ضمن أُطر هذا المفهوم فإنَّه لن يتخطَّى حدوده ولن يتجاوز معرفته بما له وبما عليه في منظومة المجتمع الإنساني الذي جعل الله فيه للعلاقات مع الآخر ضمن المجتمع المسلم، وضمن المجتمعات الأخرى التي لا يدين أفرادها بالإسلام ضوابط ومعايير وأنظمةً من يخرج عنها يعاقب ومن يتَّبعها يجازى.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved