Wednesday 12th november,200311367العددالاربعاء 17 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نهارات أخرى نهارات أخرى
الجهود التي لاتطيش سهامها
فاطمة فيصل العتيبي

«أم فيصل» هو اللقب الذي تحب أن تنادى به سمو حرم ولي العهد الأميرة حصة الشعلان.. وهي في ذلك تستعذب فجر الأمومة الذي يشرق في بداية أم..
.. وهي في ذلك مثل كل امرأة يغزل الضوء مسارب قلبها حينما تنادى بأم.... فكل الألقاب جميلة لكن لقب «أم....» يختصر العذوبة التي يمكن أن توهب للإنسان.. تماماً مثلما يتهلَّل وجهها بشراً بكل تميُّز ونجاح للمرأة السعودية وتجربتها ذات الملامح الخاصة..
ودار بيني وبين سموها قبل نحو عامين ومجموعة من المثقفات حوار عن المرأة السعودية وأهمية نقل صورتها الإيجابية لإعلام الآخر الذي يحاول تشويه منجزها.. واتفقنا جميعاً على مسؤوليات المواطنة وحتميات المرحلة التي تتطلب وعياً من الداخل أولاً وأخيراً، وكنت حينذاك قد رشحت للالتحاق ببرنامج ثقافي مدته ثلاثة أسابيع في أمريكا للحديث عن منجز المرأة السعودية.. وقد رأيت أن الصوت من الداخل يكون أكثر إقناعاً.. وكانت وجهة نظر..
** ألتقيت سموها مساء الخميس الماضي.. في ليلة رمضانية مميزة أقامتها الزميلة العزيزة د. فائزة أخضر من تعليم البنات.. ووسط لفيف وحشد خيِّر من الوجوه الفاعلة.. المتفائلة.. التي تحب الوطن بإيجابية.. تعمل وتجتهد وتعالج الأخطاء بدون فحص وبحث عن مواقع الأذى..
أحسست بالفخر يعتمرني وأنا أستقرئ هذا الاهتمام من لدن «أم فيصل»..
وهذا الوعي الديني والتربوي في مرئياتها وإحساسها بقيمة المرأة الأم وقيمة المرأة الفاعلة والمشاركة في التنمية.. خاصة بوجود مجموعة كبيرة من زوجات السلك الدبلوماسي اللاتي يعتبرن موصلات جيدات لمجتمعاتهن عن مشاهداتهن ورؤيتهن حيال تجربة المرأة ووضعها العملي والاجتماعي.
** وفي ذلك المساء استعدت ذكريات وجهة نظري حيال قوة الصوت حين يكون من الداخل.. وكنت قبل عدة شهور قد تلقيت رسالة من مدير مكتبة الكونجرس يسألني فيها عن مجلة البنات ويطلب مني إرسال الأعداد التي لم تستطع المكتبة الحصول عليها.
أدهشتني الرسالة التي قال فيها مدير المكتبة إنهم يتابعون من خلال مجلة البنات تجربة المرأة في المملكة وهم معجبون وحريصون بشدة على متابعة التجربة إذ تنقل لهم المجلة ذلك بإتقان.. وهم يتمنون الحصول على بقية الأعداد.
** كتبت له رداً على بريده أبلغته فيه أن «البنات» كبرن وأصبحن أكثر نضجاً في تجربتهن ولذلك فقد دخلن بيتاً عريقاً أنشئ للرجال فقط قبل نحو أربعين عاماً.. هو بيت «المعرفة» العريق..
دخلنه الآن بعد دمج مؤسستي تعليم البنات وتعليم البنين تحت مظلة وزارة واحدة هي وزارة التربية والتعليم.. وأن المرأة هناك تستكمل رسالتها الوطنية فلك أن تتابع تجربتها في «المعرفة» وتقف على تطور تجربتها هناك في البيت الذي تشارك اليوم فيه جنباً إلى جنب مع شقيقها الرجل..
** لقد أسعدتني رسالة مدير مكتبة الكونجرس.. وأكدت لي ما ذهبت إليه أن الصوت يصل برسالته القوية قاطعاً البحار والمحيطات.. حتى وإن كان عبر حلم لم تتحقق له التربة الجيدة لكي ينمو ويستطيل في بيئة مشمسة.. ظللت معه طوال ست سنوات في حالة بحث عن لحظة رضا لم تأت قط.. لكنني تعلمت من رسالة المكتبة الأمريكية ألا أستهين بأي جهد ولا أنظر إليه على أنه سهام طاشت عن تحقيق أهدافها.. فطالما أن الجهد مغموس بعرق الإخلاص والحب للأرض والمجتمع فهو يتشكَّل مع مجاميع الجهود الأخرى ليصنع صوتاً مدوياً يصل.
** وأجدها فرصة سانحة لكل امرأة من هذا الوطن للعطاء بإخلاص والمضي قدماً في صياغة تجربتها المميزة.. عبر بوابة «المعرفة» العريقة.. المجلة الرسمية لوزارة التربية والتعليم والتي هي صوت تعليم البنين مثلما هي صوت تعليم البنات، إذ هي المجلة الوحيدة التي تمثِّل الوزارة.. ومعالي الوزير ونائبه لشؤون تعليم البنات ارتأيا فتح بواباتها لكن.. فأقدمن وادخلنها آمنات.. وإنني متفائلة إذ يحمد التاريخ للمعرفة أنها في مطلع أربعينياتها الأولى قدمت للمشهد الثقافي والأدبي نصف مثقفيه وأدبائه.. ولعلها في أربعينياتها الجديدة التي أحياها وأزاح عنها غبار التاريخ معالي الوزير د. محمد الرشيد.. متفائلة بأن تقدم للساحة الأدبية والثقافية نصف جهابذتها من الأسماء النسائية..فتقييم تجربة «المعرفة» يجب أن تكون بحجم ما تقدمه للمشهد الثقافي المحلي، وما تساهم به من صياغة الفكر الوطني المؤسس على ثوابت الدين والمجتمع والسياسات العامة والمتغيِّرات التي تأخذ من الآخر خلاصة تجربته الإيجابية وتهبها لقارئيها.. وتصوغ معهم أحلامهم وأحلام الجيل الذي يعارك على مفترقات الطرق.
** فيا أيتها النساء.. اقتسمن مائدة الأحلام الجميلة وكن أنتن البصمة الجديدة في الأربعينيات الجديدة لتجربة «المعرفة».
** انسابت هذه الهواجس.. و«أم فيصل» لا تكف عن الاستبشار بكل مولد جميل لتجربة جميلة تؤكِّد من جديد زهو الخطوة النابهة لكل امرأة تخطو بحب على هذه الأرض المباركة.. يسيطر عليك هذا الشعور إثر استقرائك لهذا الحرص وهذا الاهتمام من لدن امرأة لا تكف عن حب الوطن والعمل من أجل كل نسائه.

فاكس: 4530922

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved