كنت قد كتبت في هذه الزاوية كلمات عن «لائحة رعاية طلاب المنح» التي صدرت بأمر ملكي وتحدثت عن أهمية تنفيذ هذه اللائحة من قبل جامعاتنا لما لهؤلاء الطلاب من أهمية كبيرة في حمل العلم الصحيح النافع ونشره في بلادهم، ولما لهم من حقّ علينا في بناء عقولهم، وغرس روح المودة والمحبة في قلوبهم، وتقديم ما يستحق الضيف من الرعاية والإكرام والتقدير، ودعوت في كلمات مختصرة إلى تنفيذ تلك اللائحة الجميلة بصورة قويَّة مناسبة للدور المنتظر من جامعات المملكة التي ينظر إليها المسلمون بمنظار خاص، ويعلِّقون عليها آمالاً كبيرة هي أهل لها إن شاء الله.
وقد وصلني خطاب كريم من عميد شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود الدكتور فهد بن عبدالمحسن المسند شاكراً على الكتابة في هذا الموضوع، موضحاً أهميته مؤكِّداً في خطابه أن إدارة المنح ورعاية الطلاب الوافدين بعمادة شؤون الطلاب بالجامعة تقوم برعاية الطلاب الوافدين من جميع النواحي الأكاديمية والاجتماعية والصحية والعلمية، وقد أرسل مع خطابه مطويّة توضح جانباً من تلك العناية التي يحظى بها طلاب المنح في جامعة الملك سعود بالرياض.
لقد أثلج صدري خطاب الأخ الكريم عميد شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود لأنه أبدى اهتماماً واضحاً بهذه القضية المهمة، ولأنه أطلعني على جانب مهم من جوانب رعاية الطلاب الوافدين في الجامعة شعرت من خلاله أن هنالك تميزاً في العناية بطلاب المنح يستحق عليه القائمون بتنفيذه الشكر والتقدير.
وقد علمتُ من بعض المسؤولين في بعض جامعاتنا أن جامعة الملك سعود متقدِّمة عن غيرها في هذا المجال، وانها تزوِّد وزارة التعليم العالي بتقارير متواصلة كلَّ فصل دراسي جامعي عن الأنشطة التي تُقدَّم في هذا المجال، ونحن نشيد بالمواقف الإيجابية، وندعو لأصحابها، ونحثُّ على الاقتداء بها، ونشكر الجهود المبذولة لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
إنَّ هذا التفاعل الصادق من الذين يحملون مسؤوليات في وظائفهم يدلُّ على عملٍ يجري، وعلى نظامٍ صحيح يُطبَّق، وعلى متابعة جادَّةٍ لها قيمتها ودورها في تطوير العمل وتحقيق النجاح له.
لقد أشارت المطويَّة إلى أهداف نادي الطلاب الوافدين في جامعة الملك سعود وهي أهداف ممتازة، في تحقيقها خيراً كثيراً للطلاب وللجامعة، ولبلادنا وبلاد الطلاب التي وفدوا منها، وتتلخص تلك الأهداف فيما يلي:
1- صقل مواهب الطلاب وقدراتهم.2- زيادة المعرفة لدى الطالب.3- تعريف الطالب على معالم البلد وآثاره ونواحي الحضارة فيه.4- توثيق الصِّلة بين الطالب وبين المؤسسات الخيرية العاملة.5- زيادة الترابط بين مشايخ وعلماء هذا البلد والطلاب الوافدين.6- توثيق صلة طلاب المنح بالمجتمع السعودي وتعريفهم بعاداته وتقاليده.7- الترويح عن الطالب لتخفيف معاناة غربته عن أهله، وعن وطنه.
وتشير المطويَّة إلى أنَّ هذه الأنشطة تُعنى بصقل شخصية الطالب وتزويده بالمعارف التي تجعله مؤهّلاً لبداية حياته العملية في بلده بكل قوة وشجاعة ومعرفة، خاصة أن بعض هؤلاء الطلاب قد يصل إلى مواقع المسؤولية في بلاده.
وهناك محاضرات للعلماء والمشايخ، وحلقات لتحفيظ القرآن، ورحلات وملتقيات ومسابقات رياضية، وثقافية، وزيارات للحج والعمرة، وملتقيات رمضانية، وملتقيات في فصل الربيع، وترتيب صلاة التراويح في رمضان، وحفلات معايدة.
أنشطة مباركة، وعمل مأجور مشكور، أرجو أن يكون متَّبعاً في جامعاتنا كلِّها، وأن يتفاعل العلماء والدعاة والمفكرون ورجال المال والأعمال معه بالدعم المعنوي والمادي.
إشارة:
عندنا من هُدى السماء كتابٌ
يستمد الوجودُ منه الحياة |
|