يجب أن ينظر إلى المؤسسات الحكومية أو الخاصة على أساس أنها كائن حي.. يعمل فيها أحياء.. يديرون حياة الناس أو يتعاملون معهم.. لذا فتلك المؤسسات مطالبة بأن يكون لها سمعة طيبة وحضور طيب إلى جانب تحقيقها نجاحاً وطنياً طيباً وهذا هو الأهم. المؤسسات الحكومية والخاصة هي جزء مهم وفاعل من كل المجتمع.. لذا فهي مطالبة أكثر من الأفراد أو حتى المجاميع من الناس بتقديم صورة واضحة مألوفة.. وأن تكون ذات فعل ايجابي يطلع عليه الجميع .. ليحمدوه .. ويدعموه حتى ولو بالدعاء.. هناك مؤسسات حكومية خاصة، تتعامل مع المجتمع من منطلق أنه لا يهمهم رأي الآخرين أو انطباعاتهم وهذا المنطلق من التفكير لا يصدر من إنسان أو مؤسسة يشاركان في تنمية المجتمع.. وإن كنا لا نرتضي ذلك من الفرد إلا أننا لا نملك سوى الدعاء له وتركه لنفسه والابتعاد عنه.. لكن حينما يكون هذا المنطلق من التفكير صادراً من مؤسسة حكومية أو خاصة.. فالحجم أكبر والتأثير أعمق وانتشار ذلك الانطباع أوسع.. لذا فالواجب أن لا نكتفي بالدعاء لهم والابتعاد عنهم فبين أيديهم نمونا ومن حقنا أن نطمئن لهم ومنهم وعليهم.
لقد أخذت رئاسة الاستخبارات والمباحث العامة كمثالين تحيطهما السرية والشائعات.. وخيالات أفلام بوليسية «غير واقعية» وكان يمكنني أن أضيف مثالاً آخر هو شركة أرامكو، ذلك العالم السري.. لكني استبعدتهم لأن لهم لوحة باسمهم على أسوار مقر الشركة.. وهو ما لا يتوافر لإدارة المباحث العامة ولرئاسة الاستخبارات العامة.المملكة لم تمر في تاريخها المعاصر ولله الحمد بحقبة بوليسية عنيفة كما مرت بها شعوب دول المنطقة.. إذاً ما الذي صنع تلك السمعة المشوهة غير الواقعية؟ التي استجاب لها المسؤولون عن الجهازين الأمنيين وتعاملوا إعلامياً مع المجتمع وفق حدود تلك السمعة.. وابتعدوا أكثر وازدادوا غموضاً أكثر.. ولا أحد يدري لماذا؟.. ولا أحد يدري إلى متى؟.. وكيف ستنتهي تلك السمعة وتتبدل؟ ورغم إيماني وقناعتي من خلال الواقع أننا لا نعيش في بلد بوليسي إلا أني ومن باب الحذر «الحكيم» سوف أثير أسئلة فقط مخالفاً ما اعتدت عليه في سلسلة مقالات التغيير.. والتي تبدأ بتحديد القضية ثم محاولة تشخيص حالها.. وربما تقديم اقتراحات حلول.. والأسئلة هي أضعف الإيمان.. في بلد ومجتمع يطمح للنمو والعلو..
1- ألا يعرف القائمون على الجهازين أن سمعة الجهازين سلبية؟
2- لماذا سمعة الجهازين سلبية؟
3- هل مثل هذه السمعة مفيدة مهنياً؟
4- هل تم اكتساب تلك السمعة من خلال تشابه المسمى مع أجهزة في الدول الأخرى سيئة السمعة؟
5- هل هناك خلط بين أعمال لاسختبارات والباحث؟.. وهل بينهما تعاون أو تنافس؟
6 - لماذا تعارف البعض على أن الزيادة في رواتب منسوبي الجهازين أنها «بدل سمعة»؟
7 - أليس من المصلحة تحويل سمعة الجهازين من سلبية إلى ايجابية لتنسجم مع الواقع؟
8 - هل يمكن للمجتمع الاطلاع على الأعمال والنشاطات والخدمات التي يقوم بها أو يقدمها كل جهاز؟
9 - هل يمكن للمجتمع الإطلاع على المنجزات الايجابية لكل جهاز؟
الأمن الوطني بين يدي القائمين على هذين الجهازين.. ولا شك أن كل مواطن يرغب في أن يعرف أكثر عن عمل هؤلاء الذين يرعون أمنه وأمن أبنائه ووطنه.
|