Wednesday 12th november,200311367العددالاربعاء 17 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إضاءة إضاءة
تشويشات !!
شاكر سليمان شكوري

مشوشة لا تزال هي الساحة.. حبلى بالمفاجآت.
* فهنا .. على أرض الإسلام والسلام، لا تزال بقايا فلول الإرهاب تواصل محاولاتها الإجرامية لكسر طوق الأمن، وفي هذا السياق تأتي تفجيرات الأمس في الرياض لتدمر مجمعاً سكنياً مدنياً آمناً فتغتال أياديهم الملوثة بالدم أحد عشر من سكانه وتصيب ما يربو على المائة.. وكم من الأطفال استشهدوا من سكان هذا المجمع وكم منهم سوف يعيش معتلاً!! ولم يكن إبداعاً أن تتوقع المخابرات الأمريكية وقوع أحداث إرهابية فتغلق سفاراتها في المملكة، لأن هذا التوقع يأتي في سياق تقديرهم لمنزلة شهر رمضان الكريم وتوهّم أولئك المجرمين انهم مثابون فيه على الجهاد!
واغتنام أيامه المباركة التي فيها نزل القرآن الكريم وفيها نصر الله المجاهدين الحقيقيين في بدر، وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.. وهي كلها حقائق ولكن أي جهاد على ضلالة ذلك الذي يفعله هؤلاء؟!
* وفي العراق.. لا تزال حركة المقاومة تتنامى، وها هي الطائرات الأمريكية تتهاوى تباعاً على أيدي مقاومة وطنية تدافع عن الأرض والعرض، لا عن فرد ولا حزب، وبتنامي أعداد الضحايا يتنامى غضب الشعب الأمريكي على إدارته المرابطة فوق أرض مزلزلة.
وها هي تركيا تخضع للضغط الشعبي العارم ولمعارضة الأكراد في مجلس الحكم الانتقالي العراقي فتوقف إرسال قواتها لمساعدة الاحتلال الأمريكي للعراق. وآخر الأنباء تشكيل الفرقة الأمريكية الخاصة المعروفة برقم 1221 والمدعومة براً وبحراً وجواً لمطاردة صدام حسين وأسامة بن لادن!
* وفي فلسطين.. لا يزال الأبطال يتحمّلون فاتورة المقاومة الباسلة لبربرية الحكم الصهيوني، أما أمريكا فلا تزال تنتقد بناء الجدار العازل ولكن دون فعل حقيقي لوقف مهزلته مكتفية بأنها سوف تخصم نفقات بنائه من معونات اسرائيل، ويظل الموقف الأمريكي يؤكد التزامه بقيام الدولة الفلسطينية عام 2005م دون أية مقدمات في هذا الاتجاه.. حتى خارطة الطريق غمدت!
وفي السياق ذاته.. شهد حفل ختام مؤتمر الرواية العربية في القاهرة مفاجأة مذهلة، إذ أعلن الروائي الفائز صنع الله إبراهيم رفضه للجائزة مئة ألف جنيه احتجاجاً على الموقف العربي الرسمي في مواجهة التحديات القائمة وخاصة مما يتعلق باسرائيل وعلاقاتها العربية.. رغم ظلمها الفاحش للأشقاء الفلسطينيين، وعلى الرغم من التصفيق المدوي في القاعة لصنع الله إبراهيم إلا انه لم يسلم من اللمز بانه سبق وان قبل جائزة عربية أخرى، كما انه مثل وزارة الثقافة المصرية التي يرفض جائزتها اليوم في مناسبة دولية، العجيب ان يظهر أكاديمي أمريكي شجاع يرفض تدريس طالب اسرائيلي بسبب سياسات بلاده اللا إنسانية، ورغم ان الجامعة أوقفت الأستاذ عن العمل فقد أصرّ على موقفه!
أما أهم ما يجري على الساحة الآن في الشأن الفلسطيني الاسرائيلي فهي تداعيات ذلك الاستفتاء الذي أجراه معهد تابع للمفوضية الأوروبية بين قطاعات من مواطني دول أوروبيا التسع واعتبرت الأغلبية في الاستفتاء ان اسرائيل هي عدو السلام رقم «1»، وانها الضلع الأقوى في محور الشر.
ولا أدري هل يستفيد العرب من نتائج هذا الاستفتاء بإقامة الجسور مع هذه التجمعات المعتدلة في الغرب، وهل نستفز صاحب القرار الأوروبي بالمزيد من هذه الفعاليات بغية وقوفه إلى جانب الحق العربي خاصة ونحن نعرف قيمة الرأي العام الأوروبي وقدرته على التأثير في القرار.
وأختم بهذا الشجاع الذي استطاع ان ينتشل بلاده من القاع خلال اثنين وعشرين عاماً ترأس فيها الوزارة الماليزية واستطاع ان يصل بها إلى موقع محسوب، ولعلكم عرفتم انه مهاتير محمد.. الرجل الذي وقف في مؤتمر القمة الإسلامية الأخيرة ليعلن على الملأ ان اليهود يحكمون العالم بالوكالة، مشيراً إلى العلاقة الغريبة الأمريكية الاسرائيلية. وقد استقال الرجل بقرار مسبق بعد ان قدّم كل ما يستطيع لبلده لكن الولايات المتحدة الأمريكية أصرّت إلا أن تعاقب ماليزيا على قولته بقطع المساعدة المالية عنها جراء كلمة شجاعة أراد مهاتير ان يختم بها خدمته الرسمية كرئيس وزراء واحدة من أكبر الدول الإسلامية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved