من جديد يعرقل الإسرائيليون عملية تبادل الأسرى بين حزب الله اللبناني والكيان الإسرائيلي، رغم الموافقة التي أقرها مجلس وزراء شارون الذي انهمك كما تذكر المصادر الإعلامية الإسرائيلية لمدة «ثماني ساعات» لمناقشة عملية التبادل ليحصل شارون على «موافقة» على إتمام الصفقة، إلا أن الشروط التي وضعتها الحكومة الشارونية ستعرقل عملياً إتمام صفقة التبادل، فالعملية تنص على إطلاق سراح حوالي 400 فلسطيني و19 لبنانياً هم جميع الأسرى اللبنانيين لدى الكيان الإسرائيلي، مقابل إفراج حزب الله عن ضابط المخابرات الإسرائيلي الذي يعمل تحت غطاء «رجل أعمال» الحنان تانتباوم وتسليم ثلاث جثث لإسرائيليين اختطفوا في تشرين الأول «أكتوبر» في عام 2000م.
هذا الاتفاق الذي أنجز بواسطة وسيط ألماني فرض على الإسرائيليين إطلاق سراح جميع اللبنانيين التسعة عشر وبما أن الإسرائيليين يشترطون ألا يشمل الإفراج عن الأسير اللبناني سمير قنطار منفذ عملية نهاريا التي جرت في عام 1979م والمحكوم عليه بخمسمائة سنة من قبل المحاكم الاسرائيلية.
الإسرائيليون يتحججون بأنهم لا يريدون إطلاق سراح من «تلطخت أياديهم بدماء الإسرائيليين» وأنهم لا يرغبون في الإقدام على سابقة تشجع حزب الله على تنفيذ عمليات اختطاف إسرائيليين واستبدالهم بالذين يقتلون الإسرائيليين..!!
هذا الشرط الإسرائيلي الموجه أساساً لمنع الإفراج عن الأسير اللبناني سمير قنطار الذي يعتبر أقدم الأسرى اللبنانيين، وهو معتقل في السجون الإسرائيلية منذ أربعة وعشرين عاماً في معتقل نفحة الصحراوي سيئ السمعة والقنطار المعتقل عام 1979م أصدرت المحاكم العسكرية الاسرائيلية ضده خمسة أحكام مؤبدة أي ما يعادل 543 عاما حيث سجن في سبع السنوات الأولى في سجن عتليت ثم نقل الى سجن عسقلان لينتهي به المطاف الى معتقل نفحة الصحراوي الذي نقل اليه منذ عام 1984م.
وهكذا فإن الأسير سمير قنطار ونتيجة لهذا التاريخ الطويل في المعاناة فإن حزب الله اللبناني وأمينه العام السيد حسن نصر الله مصر على أن تشمل صفقة تبادل الأسرى جميع الأسرى اللبنانيين بما فيهم سمير قنطار، وإلا فإنها لن تتم.
|