السفير الأذربيجاني يتحدث عن الانتخابات الرئاسية في بلاده
الرئيس علييف معدٌّ إعداداً سياسياً وصاحب خبرة واسعة
تحرير الأرض وعودة اللاجئين من أهم أولويات الرئيس المنتخب

* الرياض - عبد الله سعود الغامدي:
تحدث سفير جمهورية اذربيجان عن الانتخابات الرئاسية التي جرت في الشهر الماضي والتي تمخضت عن اختيار الرئيس الهام علييف رئيساً جديداً للبلاد.
ففي الخامس عشر من شهر أكتوبر لعام2003 جرت الانتخابات، وقد تنافس على هذا المنصب ثمانية من المرشحين يمثلون مختلف ألوان الطيف السياسي في أذربيجان، وقد هيئت لكافة المرشحين الظروف المناسبة والحرية التامة لخوض حملاتهم الدعائية والانتخابية حيث تم توفير فرص مناسبة ومتكافئة لاستخدام وسائل الإعلام المختلفة والمتاحة.
ومن أجل ضمان حسن سير العملية الانتخابية في جو ديمقراطي تسوده الشفافية والحرية في التعبير عن الرأي والاقتراع الحر فقد تم اشراك مراقبين دوليين يمثلون عشرة منظمات دولية بما فيها منظمة الأمم المتحدة، منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، المجلس الأوروبي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، كما شارك ايضاَ في الاشراف على سير العملية الانتخابية ممثلون من ثلاثين دولة أجنبية من كافة أنحاء العالم، حيث تجاوز عددهم 500 مراقب أجنبي وقد قام هؤلاء بالاشراف على سير الانتخابات ومراقبتها بشكل حيادي مع توفير كافة الامكانيات المتاحة لهم لممارسة أعمالهم بحرية وسهولة.
وأكد السفير بأن العملية الانتخابية سارت بشكل منظم حيث تم انشاء 124 لجنة انتخابات فرعية و 5121 لجنة انتخابات للمناطق، ومن الجدير بالذكر أنه قد تم الغاء نتائج الانتخابات في 694 منطقة من هذه المناطق من جراء مخالفات فنية ارتكبت اثناء عملية التصويت وادلاء الناخبين باصواتهم، وهذا ما يدل على مصداقية وشفافية العملية الانتخابية.
لقد عبرت المنظمات الدولية التي راقبت سير العملية الانتخابية عن اعجابها ورضاها عن مستوى التدابير التي تم اتخاذها اثناء الاقتراع وثمنت عالياً ما تم خلال العملية الانتخابية، وقد اعترفت المنظمات الدولية التي راقبت واشرفت على سير العملية الانتخابية والاقتراع بان الانتخابات في جمهورية اذربيجان قد جرت في جو من الحرية التامة في كافة مراحلها، وقد أدلى المواطنون بأصواتهم في جو من الحرية التامة والشفافية العالية حيث اعتبرت النتائج متطابقة مع المقاييس والقوانين الدولية.
وأوضح السفير بأن السيد الهام علييف قد فاز في الانتخابات بأغلبية الأصوات بنسبة 84 ،76% وأصبح رئيساً للجمهورية وقد حصل المرشح الذي جاء في المرتبة الثانية على 6 ،13% من الأصوات. وقد صادقت المحكمة الدستورية لجمهورية اذربيجان في تاريخ 28 أكتوبر 2003م، على صحة نتائج الانتخابات الرئاسية وتم تنصيب الرئيس المنتخب إلهام علييف في 31 أكتوبر 2003م، وقام باداء اليمين الدستورية كرئيس لجمهورية أذربيجان وباشر مهامه وصلاحياته اعتباراً من التاريخ المشار إليه.
لقد أكد الهام علييف في أكثر من مناسبة من خلال تصريحاته التي أدلى بها أثناء الحملات الانتخابية وبعدها مباشرة عن رغبته في مواصلة سياسة والده فخامة حيدر علييف والسير على خطاه.
ولقد كان لالهام علييف دوراً بارزاً في مساعدة ابيه فخامة حيدر علييف في الانجازات التي قام بها طوال فترة سياسته والمشار اليها أعلاه.
برز إلهام علييف كرجل سياسة ذي خبرة واسعة في المجالات السياسية والادارية وان يبرهن على قدرته على اتخاذ القرارات بصورة مستقلة وذلك من خلال شغله لعدة مناصب وهي: النائب الأول لرئيس شركة النفط الحكومية لجمهورية أذربيجان نائب المجلس الوطني «البرلمان»، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، نائب رئيس الجمعية البرلمانية المجلس الأوروبي، وعضو مكتب في هذه الجمعية.
ونتيجة لجهود الهام علييف الشخصية ودعمه المتواصل والتي بذلها على الصعيد الدولي فقد تمكن الدبلوماسيون الأذريون من اظهار أرمينيا كدولة معتدية جراء عدوانها على جمهورية اذربيجان وذلك من خلال مجلس الأمن والتعاون الأوروبي الذي يعتبر منظمة ذات وزن سياسي كبير على المستوى الدولي.
لعب إلهام علييف دوراً رئيسياً في انجاز وتوقيع العديد من الاتفاقيات الكبيرة من الشركات الغربية المعروفة في مجال أنابيب نقل النفط والغاز من إذربيجان إلى أوروبا الغربية ولا ننسى انجازاته الكبيرة في مجال الرياضة فبفضل دعمه المتواصل حقق بعض الشباب الاذري ولأول مرة فوزاً كبيراً في الألعاب الأولمبية وحصلوا على لقب أبطال العالم وأوروبا في مختلف أنواع الرياضة.
لقد تلقى الشعب الأذربيجاني والمجتمع الدولي خبر انتخاب الهام علييف رئيساً للجمهورية بارتياح وترحيب واسعين حيث شكل انتخابه امتداداً لسياسة والده بما يتوافق مع رغبة بعض دول الجوار لا سيما روسيا، تركيا، وجورجيا.
تقف اذربيجان الى جانب الحل السلمي في نزاعها مع أرمينيا حول اقليم قرة باغ على أساس القوانين الدولية لحل النزاعات بالطرق السلمية.
ان مبدأ تحرير الأرض وعودة اللاجئين والمشردين إلى أوطانهم واعادة وحدة الأراضي يشكل أهمية كبيرة ويمثل أولى الأولويات بالنسبة للاذربيجانيين، وفي هذا المقام لابد من الاشارة هنا أن رؤية ومنظور اذربيجان لحل النزاعات ترتكز على الأسس والمبادئ المشار إليها.
لقد وعد الرئيس المنتخب إلهام علييف مواصلة نهج والده فخامة حيدر علييف فيما يتعلق بالسياسة الخارجية كما هو الحال في السياسية الداخلية للجمهورية.
وكما هو معلوم فإن التعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية أذربيجان اكتسب أهمية كبيرة في التوجه السياسي لفخامة حيدر علييف، فقد مثلت الزيارة التي قام بها فخامة حيدر علييف للمملكة عام 1994 تجسيداً لهذا التوجه السياسي وعملت على توسيع اطر التعاون بين البلدين، حيث تم توقيع الاتفاقية العامة التي تشمل مختلف مجالات التعاون الاقتصادي، التجاري، الفني، والرياضة والشباب بحيث أصبحت نقطة تحول في تاريخ العلاقات الاذربيجانية السعودية. ولا شك أن تطوير وتفعيل التعاون بين المملكة واذربيجان سوف يمثل احدى أولويات الرئيس الجديد الهام علييف كما هو الحال في سياسة وتوجهات والده فخامة حيدر علييف.
لقد كان لبرقية التهنئة التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله - إلى فخامة الرئيس إلهام علييف بمناسبة توليه السلطة أثراً بالغاً في أوساط المجتمع الاذربيجاني، فقد تلقاها الشعب الاذري ببالغ الارتياح والترحيب على أنها تترجم رغبة قيادة المملكة العربية السعودية الحقيقية في تطوير وتفعيل العلاقات بين بلدينا على مختلف الأصعدة.