Wednesday 12th november,200311367العددالاربعاء 17 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يعزل (12482) أسرة.. ويقسم الضفة الغربية إلى ثلاثة أقسام يعزل (12482) أسرة.. ويقسم الضفة الغربية إلى ثلاثة أقسام
الجدار كارثة إنسانية أضيفت إلى مآسي الفلسطينيين

  * فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
حذَّر مركز حقوقي فلسطيني من أن بناء جدار الفصل العنصري سيترك آثاراً سلبية كبيرة على كل مناحي الحياة الفلسطينية القانونية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية الأمر الذي يجعل الفلسطينيين يعيشون في كانتونات معزولة.
وذكر مركز غزة للحقوق والقانون في تقرير تلقت «الجزيرة» نسخة منه على البريد الالكتروني أن هذا الجدار هو امتداد للمشروع الاستيطاني ووجه جديد لمصادرة الأراضي الفلسطينية ويؤثر في كل مناحي الحياة للمواطنين الفلسطينيين سواء المصادرة أراضيهم أو القرى المجاورة له، كما يمثل انتهاكاً لكل المواثيق والأعراف الدولية وخاصة قرار الأمم المتحدة الصادر بتاريخ 21/10/2003 الذي يدعو بوضوح لوقف بناء الجدار؛ واعتبر المركز أن الجدار الذي تبنيه إسرائيل في الأراضي المحتلة يعتبر أحد أشكال التمييز العنصري المتجذر في نظام الاستعمار في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف تقرير المركز الحقوقي: وفقاً لمعاهدة التمييز العنصري يعتبر جريمة ضد الإنسانية يُعاقب عليها من خلال محكمة دولية خاصة. وأوضح التقرير: أن هذا الجدار يهدف إلى ضم أراض فلسطينية بشكل غير قانوني يقام عليها ما يقارب (75) مستعمرة يهودية يسكنها (303) آلاف مستوطن؛ وبالتالي فان نحو (108918) فلسطينياً سيتم ضمهم بشكل غير قانوني إلى اسرائيل أو تطويقهم داخل الجدار.
وأكد التقرير المطول على أن المواطنين الفلسطينيين الذين سيحولون بشكل غير قانوني إلى السيطرة الاسرائيلية المباشرة لن يتمتعوا بمكانة سكنية أو مواطنة، بينما يتمتع المستوطنون بمواطنة إسرائيلية كاملة.
وأكد التقرير: أن الجدار العنصري يهدف إلى تقسيم السكان على أساس عرقي وفصل المواطنين الفلسطينيين عن بعضهم؛ وإعاقة حركتهم من خلال فرض حظر التجول والإغلاق ومصادرة آلاف الدونمات من الأراضي والممتلكات الفلسطينية التي تعتبر مصدر الرزق الوحيد لمئات العائلات الفلسطينية خاصة أن الجدار يهدف لعزل الفلسطينيين في معازل خاصة تفصلهم عن الاسرائيليين، مشيراً إلى أن الجدار العازل يفصل أيضا بين عائلات وتجمعات فلسطينية ويعيق تحركاتهم.
يذكر أنه نصب على الجدار أنظمة دقيقة ونقاط تفتيش ومعسكرات للجيش الإسرائيلي ودوريات للشرطة؛ كما يوجد منطقة عسكرية عازلة بين الجدار والخط الأخضر تمتد مساحتها بين 30 و100 كم .
تشريد وعزل ودمار وخراب بسبب الجدار العنصري
ويقول التقرير الحقوقي: لم تكتفِ الخطط الاسرائيلية بالجدار الفاصل بل سيتم تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاثة أقسام وهي : منطقة أمنية شرقية على طول الغور بمساحة (1237) كيلومتراً مربعاً أي ما يعادل (21 ،9%) من مساحة الأراضي الفلسطينية وتضم هذه المساحة 40 مستعمرة يهودية، ومنطقة أمنية غربية بمساحة 1328 كيلومتراً مربعاً أي ما يعادل (23 ،4%) من مساحة الأراضي الفلسطينية ويعني أن كلتا المنطقتين ستضمان (45 ،3%) من مساحة الأراضي الفلسطينية، والمنطقة الثالثة تبلغ (54 ،7%) من الأراضي الفلسطينية وتضم المدن الفلسطينية الكبرى وستقسم إلى ثماني مناطق و(64) معزلاً فلسطينياً.
واستعرض التقرير الآثار المترتبة على بناء الجدار العازل حيث سيتسبب في عزل (12482) أسرة؛ منها (1119) أسرة في محافظة طولكرم وحدها بينما بلغ عدد الأفراد الذين أصبحوا غرب الجدار (42097) فرداً؛ وتسبب الجدار في تهجير (402) أسرة في محافظة جنين وحدها .. وسيؤدي اكتمال بناء الجدار إلى تضرر (7500) طالب من محافظات طولكرم وقلقيلية وجنين، ويجد (150 مدرساً) و(650) طالباً في طولكرم وحدها يجدون حالياً صعوبة في الوصول إلى مدارسهم ومن المتوقع أن تتضاعف النسبة مع اكتمال الجدار ناهيك عن تدمير المدارس وتعرض مرافقها للأضرار ومن ثم ستزداد تكلفة الدراسة نتيجة لانتقال الطلاب من أماكن سكنهم نحو مدارسهم التي ستقع بعد اكتمال البناء خارج قراهم.
وأشار التقرير إلى أن الأضرار الاجتماعية تتركز في مجال الخدمات الصحية والتعليمية حيث سيتسبب الجدار في عزل التجمعات الفلسطينية المتضررة وما ينجم عن ذلك من تقييد للحركة والتنقل، وإنشاء هذه الجيوب يتزامن مع بنية تحتية غير كافية في الخدمات.
وعلى صعيد متصل أصدرت لجنة مواجهة الجدار العنصري في مدينة جنين بياناً تلقت «الجزيرة» نسخة منه عبر الفاكس بينت فيه أنه مع انتهاء إسرائيل من بناء المرحلة الأولى من الجدار الغربي والبالغ طوله (145) كم في مدن جنين، طولكرم، سلفيت؛ وقلقيلية يتم عزل (16) قرية يقطنها (11) ألف نسمة.
وأضاف التقرير أن الجرافات والآليات العسكرية الإسرائيلية اقتلعت أثناء إقامة هذا الجزء من الجدار أكثر من (1000) شجرة مثمرة وهدمت (218) منشأة سكنية وتجارية في قريتي نزلة عيسى والطيبة، ودمرت (14500) دونم من الأراضي الزراعية وعزلت (36) بئراً ارتوازية وبقيت (121) ألف دونم خلف هذا الجدار أي ما مساحته (12%) من مساحة الضفة الغربية.
ذكرى تحطيم سور برلين ستصبح يوماً وطنياً في فلسطين
وفي هذا الإطار نظَّم الآلاف في شتى أنحاء العالم مظاهرات حاشدة الأحد الماضي احتجاجاً على الجدار الفاصل العنصري؛ تزامنت هذه المظاهرات مع ذكرى سقوط جدار برلين في التاسع من نوفمبر عام 1989. ويقول الفلسطينيون: إن هذا اليوم سيصبح يوما وطنيا لمحاربة نظام الفصل العنصري الذي تمارسه اسرائيل بحق الفلسطينيين بإقامتها لهذا الجدار.
وسار مئات الفلسطينيين ونشطاء السلام الإسرائيليين والأجانب في مظاهرات في العديد من مدن وقرى الضفة الغربية احتجاجاً على الجدار الفاصل.. وحطم المتظاهرون إحدى بوابات الجدار قبل أن يتمكن الجنود الإسرائيليون من تفريقهم بإطلاق العيارات النارية واطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved