حث الدين الإسلامي على عمل الخير بكافة وجوهه وتباين مستوياته التي أدناها الكلمة الطيبة، وهو بتوجيه يسعى إلى تعاضد الأفراد وتماسك المجتمع بالتراحم وبالعطاء المبني على الرغبة الحقيقية في مساعدة الغير دون مِنّة أو أذى، كما أن مردود فعل الخير على نفس فاعله كبيرة جداً فيها الراحة والسعادة والرضا عن النفس والشعور بالآخرين.
فعل جميل يغرسه الدين في نفوس أبنائه وفضله وجزاؤه ينعكس على حياة الفرد وحتى على أبنائه من بعده، والآيات والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة وفيها جميعها ما يبشر بالأجر الكبير للمنفقين والمحسنين وبالتالي فإن الاستفادة من مناسبة هذا الشهر الكريم تتطلب من الجميع تشرُّب المبادئ الإسلامية السامية التي تحث على التعاضد والتواصل والبذل والسعي إلى التراحم، وإذا كان جزء يقع على الأثرياء والقادرين لأن الله أنعم عليهم وأعطاهم من فضله الكثير، فإن عامة الناس مطالبون بالمشاركة والاسهام في فعل الخير كلٌّ بقدر ما تجود به نفسه.
ولعلَّنا نتذكر أن الحاجة أي حاجة الفقير إلى المساعدة والعون، لا تقتصر على رمضان وحده، وبالتالي فإن المؤمل أن يكون العون والدعم على مدار العام، وأن يمتدَّ إلى الأعوام والسنين دون تحديد ذلك بفترة معينة، ومثل هذا العمل الذي يفترض فيه الاستمرارية يحتاج إلى تخطيط محكم يؤدي إلى توفير منافذ للعمل التي يستطيع الانسان من خلالها أن يوفر احتياجاته بشكل دائم ومستمر دون انتظار إلى فعل مؤقت.
وقد أشارت رسالة استلمتها من السيدة كرم الوراق الحجيلان في نفسي الكثير من الأفكار، ورأيت في فعلها التطوعي في مساعدة المحتاجين من خلال مكتبها الذي تديره بمساعدة ثلاث نساء، منفذاً لعمل الخير والمحتاجين، وجهودها الدؤوبة لتوسيع دائرة مساعداتها من خلال دعم أصل الخير لها بالتبرع ما يؤكد أن مثل هذا العمل يحتاج مثل غيره من الأعمال الخيرية إلى السند والدعم المنظمين بشكل دائم دون انقطاع.
ولا شك أن كل من يقف على أعمال المتطوعات من النساء في أعمال الخير يشعر بحرصهن ودأبهن على روح التعاضد في المجتمع وسعيهن إلى توفير الاحتياجات الضرورية لفئة غير قادرة على توفيرها. وأعود إلى القول بأن من المهمِّ في كل أنواع العمل الخيري التي تحظى بالعناية والاهتمام من الناس ان يكون هناك ما يؤدي بها إلى الاستمرارية وألا تخضع لمجرد التأثر بحالات أو أنماط تستدعي الرحمة في لحظة من اللحظات ثم تنقطع بعد ذلك أو يُتخلى عنها.
|