ربما من غير المستحسن أن يخرج الفنان القدير عبدالعزيز الهزاع في محاولة لأن يلملم خيوط تلك التجربة الرائعة في فن تقليد الأصوات؛ لأن إطلالته بلا تخطيط أو تطوير مدروس تظل محاولة؛ ربما تنجح أو تعود أدراجها..
فالفنان الهزاع برع إضافة إلى فن تقليد الأصوات في التمثيل حيث شارك في العديد من المسرحيات والسهرات التمثيلية إضافة إلى بعض «المانلوجات» الفكاهية الهادفة، بل نراه وقد أسهم في طرق فضاءات فنية تنتقد الأخطاء البسيطة والعميقة في المجتمع نقداً بسيطاً هادفاً يعتمد على الفكاهة الرصينة.
أما الآن فإن تجربة «الهزاع» أضحت وللأسف غريبة نوعاً ما لأن المجتمع الذي كان يوجه إليه النقد في تلك الأيام كان يدرك خطابات الآخر من منطلق تلقائي عفوي؛ أما الآن فإن مصدر غرابتها؛ وغربتها أنها تأتي إلى مجتمع تداعت فيه فكرة النقد الهادف؛ وتراجعت الذائقة؛ فلم يعد «أبا سامي» مغرداً لأن الصمم أصاب أذن المستمع الذي أصبح الآن يعتمد على الصورة فقط؛ ولا يأبه بالصوت أو حتى بامتزاجهما معاً..
|