* موسكو:
تؤكد المصادر احتدام الخلاف في وجهات النظر بين القادة السوفييت حول «الخطة الخمسية» التي أعلنت مؤخراً بعد أن تأخر إعلانها عن موعدها بعام كامل.
وأن غياب الأرقام من الخطة الجديدة بعد تعود ظهورها في الخطط الماضية يدل على أن الخلافات الاساسية بين أولئك الذين يشددون على الانفاق المتزايد على الشئون الدفاعية وأولئك الذين ينادون بمصروفات دفاعية أقل، لم يكن بالامكان حلها.. وهذا يعني أيضا السياسة السوفياتية الخارجية وتلك المتعلقة بالشئون المحلية لم ترس على شاطئ بعد.
وفي العادة يؤيد المحافظون في الكرملين انفاق المزيد على الشؤون الدفاعية في حين يطالب التقدميون تخفيض هذا الانفاق وصرفه إلى مجالات أخرى، غير أن فشل المحافظين يؤكد ان القيادة السوفيتية ما تزال منقسمة وهي تحضر اجتماع «الحزب» في هذه الأيام.
ان انقساما كهذا في القيادة أسفر عن نتائج مدهشة في مناسبات سابقة فخلال هذا الانقسام بين خروشوف والستالينيين قام خروشوف بتقديم خطابه السري الشهير عام 1956م ضد «شبح الستالينية» وكان من نتيجة ذلك أن تغير مجرى التاريخ في الاتحاد السوفيتي في عهد خروشوف.
واذا لم تكن القيادة الحالية قد نجحت في تسوية مشاكلها في وقت مناسب قبل اجتماع الحزب (الرابع والعشرين) هذه الايام فان نتائج هذا الاجتماع قد تكون مدهشة كذلك.
وقد ظهرت الخطة الخمسية في صيغتها الجديدة وهي ليست ناقصة فحسب بل مفتقرة إلى مصادقة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، فقد نشرت وهي تحمل توقيع المستر بريجنيف في مركزه سكرتير عام للحزب ان هذا التجاوز المثير للبروتوكول يوحي بأن المستر بريجنيف ورهطه تفادوا عقد اجتماع كامل لاعضاء اللجنة المركزية خشية فتح الطريق امام خصومهم للتعبير عن معارضتهم للخطة وراء الابواب المغلقة.. ولهذا فان نشرها في الصحافة الروسية قد يجعل من معارضتها ضربا من ضروب «عدم الانضباط الحزبي» وهو شيء محظور في الحزب الشيوعي وجزاؤه صارم..
ومع غياب الارقام الضرورية فإن المعلومات التي نشرتها الصحافة السوفييتية تعزز الادعاء بأن هذه الخطة الجديدة تتيح للمستهلكين «فرصة أحسن» وهذا نمط من «الدعاية» صحب كل خطة خمسية نشر عنها في السنوات الماضية، أما النتائج فهي أقل مما «وعدت به الخطة عادة».
| 
