Tuesday 11th november,2003 11366العدد الثلاثاء 16 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

10/2/1391هـ الموافق 6/4/1971م العدد 337 10/2/1391هـ الموافق 6/4/1971م العدد 337
في موكب الإصلاح
الموظف.. والوظيفة
بقلم : أحمد زيد الخيال

بإمكان كل شخص أن يلتحق بوظيفة ما ولكن ليس بمقدوره أن يعلم عن شروط ومتطلبات الوظيفة وحيث ان الموظفين العموميين لا يحصلون على الوظيفة إلا على أسس عامة مشروطة في النظام يكون من الواجب توفرها في المتقدم ومنها الجنسية وحسن السيرة والسلوك وأن يكون قدوة حسنة في تصرفاته وأن يفهم واجباته ويشعر بالمسؤولية وأن يتعاون مع الجهاز الذي يعمل فيه بجانب معلوماته الدراسية أو خبرته أودرايته بالعمل المتقدم إليه وعليه أن يقيم صلات وظيفية سليمة مع من يعمل معهم سواء كانوا رؤساء أو زملاء أو مرؤوسين بجانب اقتناعه بأهمية الإدارة التي يعمل بها، ولا شك أن تلك الشروط والواجبات ترتبط بمسؤوليات وواجبات الموظف تجاه المجتمع حيث ان أهداف القطاع الوظيفي يحتم عليه الاستجابة لإدارة خدمات المجتمع وتحويلها إلى حقائق وأعمال تنبع من المسؤوليات الملقاة على الموظف التي منها الخدمات المطلوبة للمجتمع الذي يعيش فيه، من أجل تلك الخدمات جاءت الوظيفة للموظف أيا كان نوعها، ومن واجبات الموظف أن يكون مثالاً في أخلاقه طيبا في جميع حركاته وسكناته ولطيفاً في مقابلاته وعاملاً بقدر المستطاع في مجال أعماله وتخصصه بجانب كسب الكفاءة التي تمكنه من القدرة على إنجاز أعمال الجميع بإخلاص ووفاء ومساواة في الخدمة للجميع، حيث إن الحكومة في نظر الناس هي الموظفون الذين يقدمون خدماتهم للناس عامة بطريقة مباشرة، وعلى أساس ذلك فالموظف يؤدي حتما واجباته بكل ثقة وإخلاص لمجتمعه لأنه هو نموذج كيان حكومته.
ولقد اتسع نطاق سلطات الموظفين العموميين في وقتنا الحاضر وأصبحت مجالات خدمته تباشر نشاطات الحكومة في كافة المجالات وأصبح الموظف الحكومي يتمتع بسلطات متنوعة أوسع عما قبل إذ هو الذي يباشر تنفيذ سياسة الدولة والإشراف على الإجراءات الكفيلة بتقديم الخدمات على أكمل وجه، إذ إن السلطة قد حولت الموظف العمومي من خدمة محدودة إلى خدمات مهمة وشاملة مما جعلت المسؤوليات تجاهه حتمية لتقديم متطلبات أوسع تجاه خدمات الأفراد والجماعات في المجالات المتنوعة في هذا المجتمع الكبير.
ونظراً إلى العلاقة التي تربط الموظف بوظيفته من حيث هي مصدر قوته وقوام مورده المادي والأثر الفعال لمستواه الاجتماعي فهو سلطان تكيفي وظيفي إذ الولاء الوظيفي هو الدعامة بين الموظف والدولة إذا كانت خدماته في ذلك القطاع سليمة وكذلك كسبه إذا كان موظفا في القطاع الخاص، وهو المؤثر على سير الإدارة من حيث الإخلاص والاستقامة والشعور برابطة الولاء والأمانة فيما بين الموظف والوظيفة وحتمية حفظ الأسرار وعدم العمل لأغراض تخالف متطلبات تلك الوظيفة على أن تراعى دقة القيام بالواجبات والمسؤوليات خير قيام إذ إن ذلك هو الضمان للنجاح.
ولعل من أهم متطلبات الولاء الوظيفي هو الحياد، لأن الموظف العام يكون في إدارته العامة محايداً بطبيعة عمله لأن الميل والتدخل يفسد الإدارة مما يشل العمل ويسبب الفشل إزاء مظاهر الحياة.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved