بالأمس وياله من أمس مر استيقظ الجميع على هول الموقف وعظم المصاب ليصل الى أسماعنا نعي حبيبنا المرحوم علي المقيطيب هذا الخبر الذي خفقت له القلوب التي عرفت المقيطيب تماما كما تحشرشت العبرات في الصدور فالجميع حيارى مطرقي الرؤوس أمام هول الموقف الذي خيم عليه سحابة من الحزن بعد أن وافت المنية أحد الأخيار من عبيد الله ولكنها مشيئة الله {(فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) } حقا لقد جاء أجلك ونفذ الله فيك ارادته.
فقيدنا الغالي: لقد فقدناك وبفقدانك إياك انطفأت الشمعة التي أضاءت الطريق أمام السائرين وذبلت تلك الزهرة التي عطرة بشذاها نفوس المستأنسين وقبضت تلك الروح التي غرست جذور مودتها في أعماق أفئدة جميع العارفين بل وذهبت تلك البسمة التي هي مقدمة حديثك في كل وقت وحين.
ستبقى أيها العزيز ذكراك حلما يداعب قلوبنا في اليقظة والرقاد وتحل منا في المهج أبد الدهر وسيكون لنا من طيب نفسك وحسن خلقك وجم تواضعك وعطفك وحنانك صورة حية ناطقة ترتسم أمام أعيننا في كل لحظة وثانية نعيشها بعدك.
رحمك الله يا علي فقد كنت للشيخ الكبير ابنا وللشباب أخا وللصغير منا أبا وعلى المسكين عطوفا وللفقير عونا وللجميع سندا، ولئن فقدناك جسما وروحاً فلن نفقدك إحسانا ومعروفا.
مصابنا: لقد بكيناك ثم بكيناك حتى تجمد الدمع في العيون لكن ذلك لن يجدي ولن يخفف من لوعتنا وآلامنا فلنتمسك بالصبر وعزاؤنا في الله الذي قضى وقدر رحيلك من دار الممر والشقاء الى دار المقر لتظل بجوار ربك ناعما بعيش السعداء في جنان الخلد أبداً.
والى الله نبتهل أن يسدل عليك ستار رحمته ويلبسك حلل عفوه وغفرانه وأن يلهمنا وأهلك وصغارك وجميع معارفك الصبر والعزاء والسلوان و{انا لله وانا اليه راجعون}.
|