إني لأذكر يوم الفتح موقفه
وبطن مكة قد ضاقت دساكره
يطأطئ الرأس إذعاناً لخالقه
وما به الفخر، هذا ما يحاذره
«فما تظنون أني فاعل بكم»؟
أخ كريم ولا تخشى بوادره
لقد عفوت فما أبغي قتالكم
والعفو عند أبي الزهرا مصادره
فانظر إلى موقف الهادي ورحمته
يا ليت شعريَ كم كانت تجاهره!
تهيجنا ذكريات الفتح رائعة
والهول يعصف قد دارت دوائره
بنت لنا الدين مرفوعا شوامخه
وقوض الشرك وانزاحت ستائره
أعظم بها صفحة وضاء مشرقة
قد خلدت ذكرها والمجد ساطره
ونحن قوم إلى الإسلام نسبتنا
وفخرنها - ان تغنينا - مفاخره
فيها أتى الفتح والنصر المبين وقد
تززل البغي واندكت عساكره
قومي الكماة الأباة الشم ما برحت
تشدو على الدهر أحياناً تسامره
أولئك القوم خير الناس قاطبة
والمجد من عزهم تاهت منابره