في مثل هذا اليوم من عام 1821م ولد الروائي والفيلسوف الكبير فيدور دوستوفسكي في مدينة موسكو لأب طبيب هو ميخائيل دوستوفسكي، تخرَّج من مدرسة الهندسة العسكرية العليا في مدينة سان بطرس بورغ.
تأثر الكاتب الكبير بروايات زميله الفرنسي بلزاك الذي زاره في مدينته سان بطرسبورغ، عاش حياة مادية صعبة لم تخل من التقشف والحرمان، حيث كان يعاني فقر شديداً، وهو يعيش حياته العسكرية في صفوف الجيش الروسي، وعندما ترك الجيش كتب روايته الأولى (الناس الفقراء) في عام 1859 وأسس مجلة (الزمن). انتسب إلى الحلقات الليبرالية التي كانت تنادي بالحرية للشعب وبحرية الكتابة... لكنه أوقف من قبل الشرطة مع مجموعة من أفراد الحلقات البالغ عددهم 35 عضواً. تأثر كثيراً لموت أخيه وزوجته في نفس السنة 1864 م. كتب في عام 1879 روايته الشهيرة (الإخوة كاراماسوف)، و في عام 1880 ألقى محاضرة في موسكو حول الشاعر الروسي بوشكين تحدث فيها عن دور اللغة الروسية في الكتابة.
لم يكن دوستوفسكي روائياً فحسب، بل فيلسوفاً، وهذا ما يشهد عليه كتاباته المليئة بالأفكار الفلسفية، والتصق هذا الكاتب بهموم شعبه ومشاكله اليومية انخرط في صراعات ضد مستغلي ثروات الشعب وقاهري إرادته، وتجسد ذلك جلياً في روايته الجريمة والعقاب.
تمتع هذا الكاتب برؤية فكرية عميقة بقدرة هائلة على قراءة المستقبل وآفاق الصراع يشهد له بذلك المفكر الروسي المعروف نيقولاي بيرداييف.
توفي عام 1881 و مشى في جنازته ثلاثة ملايين شخص، بعد أن خلَّف تراثاً فكرياً و أدبياً كبيراً لشعبه وللإنسانية جمعاء.
|