إلى معالي الوزير الدكتور غازي القصيبي وزير المياه والكهرباء المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورضاه ومرضاته وعفوه ومعافاته في الدنيا والآخرة وبعد.
أزف الى معاليكم التهنئة من عمق قلبي وأرسل لك حبي بما أحبك الناس به من كفاءة فائقة واخلاص فريد وتفان مستمر في خدمة الملك والوطن والناس أينما كنت.
إن الحاجة الى الماء ستظل في تزايد دائم لأن الناس في تكاثر مطرد وستكون حاجة الأجيال القادمة من أبنائنا أكثر وبذلك وقعت على جيلنا هذه المسؤولية أمام الله وخلقه فهو عمل عظيم اختاركم الله تعالى له وليثيبكم عليه إن شاء الله وكل من ساهم فيه، وعظيم الأجر والثواب سيكون للملك ولك يا معالي الوزير وسيستمر ثوابه الى ان يشاء الله تعالى ولك سيدي أن تتخيل كم من أجيال من الناس ستستنفع بها والى متى.
معالي الوزير، إنني من أهل الجنوب، ومن جزء من الجانب المنحدر من الجبال الى أودية تهامة، ولدت وعشت هناك وكنت بذلك من أعرف الناس بها وأعلم ما نعانيه من نقص حاد ومتزايد في الماء في هذا البلد عموما، هذا العنصر الثمين الذي جعل الله منه كل شيء حي وعليه وعند تجمعه عاشت الشعوب والأمم وازدهرت الحضارات، ومع ان الماء هو العنصر الأساسي في توفير الحد الأدنى للحياة والبقاء على قيد الحياة فإنه أيضا عنصر أساسي في توفير الحياة الكريمة والرغدة إذا ما أحسن استغلاله بالتعليم والتوجيه وتطبيق أساليب التقنية الحديثة المتوفرة.
اسمح لي يا سيدي ان أرفع انتباه معاليكم الى ان هناك وضعاً تضاريسياً يتمثل في وجود انحدارات وتجاويف تقع على حافة سلسلة جبال السراة المفضية الى أماكن صالحة للزراعة وبها تجمعات سكانية كانت في السابق أكثر كثافة من المناطق الأخرى وذلك لخصوبتها ولكونها كانت تحوي ماء أكثر من الأمكنة الأخرى لوضعها الجغرافي. وهذه السمة تزيد كلما اتجهنا جنوبا حتى نصل الى حدود اليمن وكذلك هطل الأمطار يزداد كلما اتجهنا جنوبا أيضا.
إن جبال السراة وخصوصا الجنوبية منها تتعرض الى هطل الأمطار في جميع الفصول تقريبا أكثرها الشتاء بالطبع ولكنها لا تنقطع تماما بقية السنة، ولطالما رأيت السيل وهو يمر بسرعة فوق سطح التربة لا يمسكه شيء ويذهب الى أماكن بعيدة ومتفرقة غير مرغوب فيها وأحيانا يصب في البحر ولا تمسك الأرض المراد ريها إلا القليل منه وبالتالي يبقى منسوب الماء بعيداً وتجف الآبار.
سيتبادر الى الذهن بناء السدود لاحتواء السيول وهذا صحيح وهي الشيء المطلوب في هذه الحالة ولكن السدود بالمفهوم المعروف ستكون مكلفة والحل هو دراسة تلك الوديان والمنحدرات والتجاويف التي ذكرتها أعلاه واقامة سدود أو بمعنى أدق حواجز بدائية بسيطة تقوم بردمها الجرافات والتراكتورات فعندما يكون هناك واد له نهاية ضيقة يسهل ردمها وسدها لتحبس السيل نكون قد استوقفنا السيل أو جزء منه ليمر من خلال الأرض ويبقى في جوفها بدلا من ان يندفع بسرعة من على السطح ويذهب سدى، فعندها تكون المنطقة حول ومن أسفل هذا الحاجز أو عدة حواجز متتالية بها منسوب ماء أقرب وسهل الاستخراج. ويمكن ان يكون في ممر السيل الواحد عدة حواجز متتالية عندما يمتلئ ما قبل الحاجز يفيض الى الحاجز الذي يليه، تحدد وتخصص ممرات معينة وبأحجام مدروسة ومصممة ليفيض منها السيل الى الحاجز التالي دون أن يهدم الحاجز الممتلئ.
إذا تم هذا الأمر وبطريقة صحيحة فسيكون ذلك الجزء من بلادنا الغالية مليئاً بالبحيرات الصغيرة والخزانات الطبيعية التي تروي ما جاورها وما هو أسفل منها من البقاع وستكون جناناً خضراء ان شاء الله وسيعم نفعها الناس.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خضران الشمراني/ الجبيل - سابك - ابن سينا
|