في البداية أحب ان أنوه أننا كمواطنين لا نمتلك عصا مكهربة نلحق بها هذا الكاتب أو ذاك لنغرسها في بطنه حتى لا يقوى على تكرار كتاباته وانتقاداته لنا مرة أخرى، كذلك ليس من باب الاحترام لصحفيينا ولا لمهنة الصحافة ولا اخلاقياتها أو أدبياتها عندنا ان يتحول محررونا إلى فنيي ماكيير يهتمون بتجميل القبح في مجتمعاتنا وجعل القرد في وسامة آلان ديلون او تحويل آلان ديلون إلى قرد كما يقول ملحم كرم الصحفي اللبناني المعروف، إن ما دفعني إلى هذا القول هو الهجمة الشرسة التي شنتها بعض وسائل الإعلام الألمانية على أكاديمية الملك فهد في بون بدعوى ضمها لبعض الأشخاص ذوي الفكر المتطرف وسعيهم الى استصدار قرار من الحكومة الألمانية بإغلاقها، وموقف سفراء الدول العربية والإسلامية من هذه الحملة وقولهم لنائب وزير الخارجية الألماني ان المملكة العربية السعودية ليست مجرد دولة بل أمة بأكملها، وعلى الجميع ان يتفهم هذه الحقيقة، ومرور هذه العبارة على إعلامنا مروراً عابراً دون أن يلتفت إليها أحد، وكأن أعيننا تمرست على رؤية ما يقال عن الآخرين فقط وإبرازها وتجاهل أي كلمة حق تقال عن المملكة في المحافل الدولية والاكتفاء بإيرادها في خبر ينشر على استحياء في جانب من الصفحة الأولى على أحسن تقدير، إن عبارة سفراء الدول العربية والإسلامية بأن المملكة ليست دولة بل أمة بأكملها، لم يكن بها أية مبالغة أو مزايدة بل هي حقيقة ناصعة لكل محايد وكل قارئ جيد لتاريخ المملكة منذ عهد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود ومن بعده ابناؤه الذين يشهد التاريخ بمواقفهم في كافة المراحل الحاسمة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية كموقف المملكة في الحرب الوحيدة التي انتصر فيها العرب على الإسرائيليين وموقف المملكة في مؤتمر «دايتون» للتسوية في البوسنة ومؤتمر الطائف للمصالحة في لبنان ومؤتمر الطائف الأفغاني لإنهاء الصراع بين الأحزاب الأفغانية المختلفة ومؤتمر شرم الشيخ وغيرها من المواقف التي يجب أن يلتفت إليها كتابنا بدلاً من التفرع لمهاجمة مسابقات تحفيظ القرآن الكريم أو السخرية من تشميت العاطس!
|