في الطريق إلى المدنية..!
سهم الدعجاني

فرحنا جميعا بخطوة ادارة التربية والتعليم بالرياض بخصوص المجالس المدرسية التي ستبدأ في تطبيقها قريبا، ان شاء الله، والتي تهدف الى تعميق الحوار في نفوس ابنائنا الطلاب وتزرع فيهم بذرة القبول لمبدأ الرأي والرأي الآخر وتكريس مفهوم الانتماء للوطن وللمؤسسات التعليمية، ولاشك عندي ان هذه «المجالس» ليست جديدة على مدارسنا فهناك العديد من مديري المدارس الذين كانوا يعقدون لقاءات حية ومباشرة مع الطلاب، لكن الجديد والرائع ان تتحول هذه «المجالس» الى برنامج مدروس عبر آلية تنفيذية واضحة المعالم ومحددة الاهداف وتخضع للتقويم، هذه المبادرة هي بالفعل خطوة نحو تفعيل المجتمع المدني والتي سبقها تأسيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وتلاها الاستعداد لخوض تجربة الانتخابات البلدية، فهذه القفزات المدنية بحاجة الى ارضية تنطلق منها، لذا فنحن نشد جميعا على يد وزيرنا النشط الدكتور محمد الأحمد الرشيد عندما اعتبر المجالس المدرسية فكرة قابلة للتعميم بعد نجاحها في الرياض ولكن لعل اولياء امور الطلاب والمعلمين يتلقون هذه الفكرة الجديدة ويهيئون انفسهم قبل الطالب لتقبلها والعمل بها سواء في المنزل او الفصل، فمتى ما نجحت الاسرة في خلق اجواء الحوار داخل المنزل ومتى ما ابدع المعلم في تفعيل الحوار داخل أسوار المدرسة، وتحويل قاعة المدرسة الى بيئة مفتوحة يرى فيها الطالب نفسه قبل دفتره وكتابه وواجبه المدرسي بهذا نكون، مهدنا الطريق الى نجاح تجربة المجالس المدرسية في سبيل الوصول الى حياة مدنية راقية وقبل ذلك لعل اولياء امور الطلاب على مختلف اطيافهم يسبقون «المعلم» و«المدرسة» في فتح قنوات «الحوار» مع ابنائهم والخروج بهم من شرنقة «العيب» الى السماع والاستماع لصوت الطفولة لتعبر وتعبر فقط.