|
|
الحمد لله الذي خلق الإنسان وفضل بعضه على بعض بالعلم والبيان والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان:عزيزي القارئ إن المجتمع الإسلامي يتمتع بعادات مستمدة من سماحة ديننا الحنيف فمن منا لا يعرف هذه العادات وما لها من مكانة سامية وقدر عال كيف لا وديننا هو الناطق باسم مجتمعنا بأكمله لأنه يصور لنا المجتمع تصويراً صحيحاً ويعكسه لنا في مرآته الواضحة الجلية التي لا يصعب فهمها على كل الطبقات وأقصد بذلك ما يحثنا عليه ديننا من المحبة والألفة وازالة الشحناء بيننا في جميع الأوقات «والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة معروفة لدى الجميع» وقد خص الله شهر رمضان الكريم بهذه الخاصية حيث انه من حق المسلم على أخيه المسلم أن يبادر كل منهما الآخر بالتهنئة بحلول هذا الشهر المبارك ولا شك أن من يبلغه شهر رمضان ويعينه على صيامه وقيامه لهي أكبر النعم وتستحق التهنئة الصادقة من القلوب وعند التزاور وتبادل التهاني وخاصة الأقارب ونسيان ما مضى قبل حلول هذا الشهر الفضيل وتقدير صلة الأقارب والبدء في ذلك لهو الهدف المقصود ومسح ما يشوب الترابط الأسري من خلافات على فتات الدنيا الزائلة وأن هذا الشهر الكريم لفرصة يجب أن نستغلها وندخل في أعماقها لنجد الحكم والأمثال والمواعض والعبر الدليل القاطع على تنمية المحبة ونكون قدوة لأبنائنا الذين ربما يصدمون عندما يعلمون أن هناك أخوالاً وأعماماً وأقارب لهم لا يزورونهم ولا يعرفون عنهم شيئاً وسببه حطام الدنيا أو العناد والتكبر والعنجهية والغرور ولو أعطينا هذا الصدود حقه من العناية التامة فرادى ومجتمعين لوجدنا الطريق السليم وبه نقف مرفوعي الرأس موفوري الكرامة أمام الله وخلقه ونعينا عاداتنا التي اندثرت وأخذنا جزءاً يسيراً من جدول برنامج وقتنا لتبادل الزيارات وللاطلاع عن كثب على أحوال أقاربنا وجيراننا وساعدنا المحتاج وزرنا المريض منهم وأرشدنا ضالهم ومنحرفهم وأكملنا تعليم من عجزت أسرته عن اكماله ووظفنا عاطلهم عند تجارنا لو اتبعنا هذه الأساليب لأوجدنا مجتمعاً مترابطاً بعيداً عن المؤثرات الخارجية وأنقذنا شبابنا عن الضياع ومن التطرف الأعمى والغلو الهدام. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |