سادت لبعض الوقت ولا تزال، في الغرب مزاعم كاذبة أن المسلمين هم قتلة الأطفال والنساء وأنهم يمارسون ذلك بصورة عشوائية، وللأسف فإن البعض في عالمنا الإسلامي من يحاول ترسيخ صورة كاذبة لا تعبر إلا عن شذوذ في الفكر والممارسة.
والذين نفذوا مذبحة ليلة السبت الأحد في الرياض هم من هؤلاء الذين يساعدون في تشويه صورة الإسلام والمسلمين من خلال قتلهم النساء والأطفال والرجال الآمنين.
إن الجريمة الواحدة المهولة تتسبب في سلسلة من الخسائر المنظورة والمرتقبة، فهناك من ينتظر مثل هذه الأنباء لتعزيز دعاوٍ باطلة على الاسلام، وهكذا فإن الخسائر لا تتوقف عن التواتر وحلقة الاتهامات لا تفتأ تتسع وتغذية الاتهامات بالمزيد من الجرائم الجديدة تتواصل والنتيجة هي هذه الصورة المشوهة عن الإسلام والمسلمين..
وتتلقف أجهزة اعلامية وأخرى سياسية نافذة في الغرب الأنباء الجديدة بكل ترحيب وهي ترى أن دعاويها الخاوية التي بنتها ضد الإسلام تجد من يغذيها ويبثُّ فيها الحياة ويجعلها مستساغة لدى المتشككين.
ويجد المسلمون أن عليهم أن يحاربوا على أكثر من جبهة.. فعليهم أولاً ملاحقة هؤلاء الذين يسيئون إلى سماحة الإسلام ونبله وقيمه الرفيعة، كما أنه يتعين عليهم إزالة الصورة المشوهة من أذهان الناس في الغرب.. وبينما تستمر الجهود المضنية يحدث المزيد من الجرائم لتنسف ما يكون قد تحقق من نتائج إيجابية في سبيل تنقية الإسلام من الشوائب التي ألحقها به بعض بنيه وبعض المحسوبين عليه.
ولا بد من ظهور الحقيقة في النهاية على أن الأمر يتطلب جهوداً منسقة من جميع الدول الإسلامية وفق خطط شاملة تستقصي أسباب هذه الأفعال الشاذة التي تقلق المجتمعات وتخلُّ باستقرارها فضلاً عن تضافر الجهود للقضاء على هذه الجرائم وإطلاق تحرك إعلامي مشترك يستهدف معالجة الآثار السيئة في إذهان الآخرين والتي تراكمت عن الإسلام والمسلمين.
|