Tuesday 11th november,2003 11366العدد الثلاثاء 16 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من المحرر من المحرر
نقل المعلمات؟!!
عمرو بن عبدالعزيز الماضي

«تمخض الجبل فولد فأراً» هذا المثل ينطبق على شؤون تعليم البنات فيما يتعلق بنتائج حركة النقل الداخلية للمعلمات في مدينة الرياض، فعلى سبيل المثال حركة النقل الداخلية لمعلمات المرحلة الثانوية لم يتجاوز عدد اللاتي تم تحقيق رغباتهن في النقل من مدرسة إلى أخرى الخمسين معلمة فقط.. مقابل آلاف المعلمات في منطقة الرياض فقط؟!!
لا أدري لماذا المختصون في شؤون تعليم البنات ومديرات المدارس يقابلون رغبات المعلمات في النقل من مدرسة إلى أخرى بحساسية مفرطة وكأن المعلمة يجب ان تبقى في مدرستها الحالية حتى تصل إلى مرحلة التقاعد!!
ولماذا المرحلة الثانوية بالذات تشكل فيها نسبة النقل نسبة متدنية جداً مقارنة بالمراحل الأخرى كالمرحلة المتوسطة والمرحلة الابتدائية.
ان هناك الكثير من الاختصاصات التي لازالت عائمة بين كل من إدارة تعليم شؤون البنات وإدارة تعليم شؤون البنين. مما جعل بعض الإدارات أو المختصين في إدارة تعليم البنين يقومون بنفس الأعمال التي يقوم بها المسؤولون في شؤون تعليم البنات، فعندما يراجع المراجع إدارة تعليم البنات ليسأل عن حركة النقل للمعلمات يطلب مراجعة مبنى إدارة التعليم الموجودة في شارع الجامعة.
كما ان الكثير من رغبات المعلمات لم تظهر في قائمة الحاسب الآلي التي وضعتها وزارة التربية والتعليم، مما يجعل المعلمة تشك في وصول تلك الرغبة أساساً وادخالها في الحاسب الآلي. فمثلاً عندما تدخل المعلمة سجلها المدني تظهر فقط اسم المدرسة أو رقمها ولا تظهر المدارس التي ترغب المعلمة النقل لها مما يشكل لديها الكثير من علامات الاستفهام!!
ان على وزارة التربية والتعليم ان تغير استراتيجيتها في التعامل مع المعلمين والمعلمات، فالمعلم المعلمة بشر له رغباته وتطلعاته وآماله، فبدلاً من التعاميم المتكررة، التي تحمل الكثير من التوجيهات، يجب ان ينظر إلى المعلم والمعلمة كمربي أجيال عليهم مسؤولية كبيرة وعظيمة مما يحتم تهيئة الجو النفسي الملائم ليؤدوا رسالتهم التربوية العظيمة، ويقدموا ما لديهم من ابداع.
فلماذا يطلب من المعلمة مثلاً ان تذهب إلى حي آخر للتدريس في مدرسة أخرى عن طريق الندب، في موقع بعيد عن منزلها وتوافق على ذلك تقديراً منها لحاجة المدرسة والطالبات، أو تذهب في نهاية العام للجنة المركزية للتصحيح فتظل من الساعة السابعة صباحاً حتى بعد صلاة العصر ولمدة اسبوعين متواصلين تصحح أوراق الطالبات، أو حتى تذهب إلى احدى المكتبات لتصور أوراقا أو تشتري مستلزمات مكتبية من حسابها الخاص.. وعندما تطلب النقل من مدرستها إلى مدرسة أخرى لا يقابل طلبها بالحماس المطلوب مما يجعلها تمضي سنوات طويلة كي تتحقق لها رغبة النقل داخل المدينة.
ان شؤون تعليم البنات ممثلاً في مكاتب الاشراف النسائي مطالب بتغيير اسلوب تعاملها مع المعلمات بشكل يحقق العدالة للطرفين ويوفر المناخ الملائم للمعلمة لكي تبدع وتنتج بعيداً عن تعاميم وتعليمات مكاتب الاشراف اليومية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved