الأمر الذي يؤكد لنا أن الفكر الذي ينطلق منه إرهابيو تفجيرات الرياض، فكر دموي إجرامي خارج على جميع القوانين السماوية والأعراف الإنسانية، هو تجاوزهم لجميع المحرمات ففي البداية هي حرمة دماء المسلمين الذين يزرعون متفجراتهم، وأسلحتهم المدمرة بين منازلهم وفي أحيائهم «حيث الكثافة السكنية»، الحرب على قسوتها وبشاعتها لها خطوط أمامية للجبهة، ولها ميادين خاصة للقتال ولكن هؤلاء اختاروا أن يقاتلوا بين البيوت والنساء والأطفال.
ثانياً حرمة البلد الحرام البلد الأمين ومن ثم يدعون بانهم يتكلمون باسم الإسلام.
ثالثاً الشهر الكريم شهر الروحانيات تحول إلى مسرح لعربدتهم الدموية.
القضية الآن ليست هنا فهم جماعة مفضوحة وخارجة عن الجماعة ومارقة عن نسيج المجتمع، لكن السؤال هنا، أين الغضبة المضرية التي كانت من البعض تجاه بعض المسلسلات الرمضانية؟؟ أين الغضبة والحماس والزعيق والتكفير والتصريحات ضد الشاشات والفضائيات والمجلات والكتب وجميع مشاعل التنوير؟؟
أينها وهم يرون الدماء تهدر والوطن يهدد والمدنيون يستباحون؟؟
لقد كان تصريح سمو ولي العهد حول هذا الموضوع واضحاً جميع من يناصرهم أو يؤيدهم فهو منهم ويستحق العقاب.
أليس في السكوت عنهم تواطؤ، أليس في إغفالهم وإبعادهم عن خطب وأحاديث المنابر نوع من التواطؤ بل هو الرضا والتأييد الخفي؟؟
معظم شيوخنا الأفاضل أشاروا إلى هذا الأمر وأدانوا فاعليه، لكن ماذا عن البقية الذين يزعقون في وجوهنا ليل نهار سخطاً وغضباً وتكفيراً، دون ان يشيروا من بعيد أو قريب إلى الفرقة الباغية التي تمتهن الوطن... أمنه وسلامته وغده.
|