لقاءات: حسين بالحارث
عبر عدد من علماء الدين والمشايخ والأعيان في المنطقة الشرقية عن شجبهم واستنكارهم للجريمة التي وقعت في مجمع المحيا بالرياض وأودت بحياة عشرات الأبرياء وأصابت الإسلام والأمة بإساءة ليس في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يبررها كما أكدوا في أحاديث ل «الجزيرة» رفضهم للفكر الذي ينطلق منه هؤلاء المجرمون بحق دين السلام والطمأنينة معلنين إدانتهم لمن يقف خلف هذا الشر المستطير ولكل أشكال العنف وابتهلوا إلى الله أن يحفظ أمن البلاد والعباد ويعين الحكومة على ضبط الأمن وكف أيدي العابثين بتطبيق حدود الله وسنته فيهم.
وقال فضيلة الشيخ محمد بن زيد آل سليمان عضو هيئة كبار العلماء رئيس محاكم المنطقة الشرقية وعضو مجلس القضاء الأعلى: إننا نستنكر هذه الأعمال الخبيثة التي لم تراع حرمة شهر كريم ولم تراع حرمة مسلم ولم تراع طفلا ولا امرأة ولا شخصا معاهدا ولم تراع أمن هذه البلاد وطمأنينتها.. هؤلاء يحاربون الله ورسوله والمؤمنين نسأل الله أن يحمي المسلمين منهم ويكف شرهم وأن يوفق ولاة الأمر في ضبط أمن البلاد فهم حريصون على أمن هذا البلد وطمأنينة الناس وأن يسير الجميع في إشاعة الخير أما هؤلاء فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يهديهم ويكف شرهم وأن يوفق ولاة الأمر لحسن التصرف معهم وأخذهم بالعدل الذي شرعه الله وهم في الواقع في قمة الشر على أمن هذه البلاد وعلى الأرواح البريئة آذوها أو جرحوها أو قتلوها أو سفكوا دماءها.. وهذا الفكر ما أتى إلى الإسلام والمسلمين بخير فقد ظهر أثره السيء على الإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم.. وهناك فرق بين دولة تسعى للإصلاح وتقيم مشاريع الخير والبر والاحسان والمشاريع النافعة العلمية والاصلاحية والزراعية.. الخ. وبين من يريد أن يهدم هذاالاصلاح وهذه التوجهات الخيرة.. يريد أن ينفر الناس من بلادهم.
وقال فضيلة الشيخ عبدالرحمن آل رقيب مساعد رئيس محاكم المنطقة الشرقية: بداية نشكر الله على ما امتن به على هذه البلاد من الأمن والاستقرار.. مما لاشك فيه أن ما تنعم به هذه البلاد من أمن واستقرار ورغد عيش يضرب به المثل وهذا كله لاشك نابع من مدى مايحظى به المسلمون في هذه البلاد المباركة من تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإقامة العدل بين الناس فمما يعكر صفو هذا الأمن وهذا الاستقرار ما سمعنا من وجود تفجيرات هنا وهناك وكان آخر تفجير هو الذي وقع في الرياض عاصمة السلام والإسلام والعاصمة التي هي منارة سلام وثقافة وأمن ليس لأهل هذه البلاد فحسب وانما للعالم الإسلامي ككل بل إن السلام الذي تعيشه هذه البلاد ينعم به غير المسلمين. وبلا شك أن هذا العمل الإجرامي الذي وقع هو نتيجة أفكار مضللة وأناس غرر بهم يسلكون هذه المسالك المنزلقة التي هي خطيرة على الإسلام والمسلمين فهم يسيئون إلى أنفسهم أولا ثم يسيئون إلى الإسلام الذي هو ديانة أهل هذه البلاد وهم بلا شك يحملون أفكارا ضالة وفاسدة وغذاها أعداء الإسلام ومن يدعون انتسابهم إلى المسلمين وقد كشف الله زيفهم حيث لجأوا إلى البلد الآمن مكة المكرمة وهذا مما شك فيه سيكشف عوارهم ويبين مدى ما في نفوسهم من حقد على الإسلام والمسلمين ولا شك أن هذه الجرائم تكون نتائجها في القتل والفساد وإرهاب للناس وتخويف لهم وقد شرع الله سبحانه من الأحكام ما يردع هؤلاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا.
كما تحدث ل «الجزيرة» فضيلة الشيخ عبدالله اللحيدان فرع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فقال: في الحقيقة إن الصديق والعدو يدين هذا العمل وأنا أعتقد أن المسألة لا تحتاج منا إلى مجرد الإدانة بل لابد من المعالجة والمعالجة في وجهة نظري يجب أن تبدأ من المجتمع حيث يجب أن يكون أكثر انتباها لهذه الظواهر التي تصدر منه ويعود ضررها عليه ولو أن كل جار انتبه إلى جاره وكل أب انتبه إلى ابنه وكل معلم انتبه إلى طلابه وكان هناك التكافل الاجتماعي فيما بيننا لاستطعنا على الأقل أن ندرك مثل هذه التصرفات قبل أن تستفحل ثم أن على العلماء أن يعالجوا هذه المواضيع كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل لما جاءه الشاب الذي كان في ذهنه فعل الزنا وجاء ليستأذن فلم يكتف صلى الله عليه وسلم بإدانة الزنا وأن يبين له حرمة الزنا إنما عرف أن هذا الشاب قد تشبعت فكرة في رأسه ثم أراد تطبيقها بحسب تصوره فما كان من رسول الله إلا أن عالجه المعالجة التي فيها اقناع بأن هذا التصور وهذا الفكر فكر خاطىء هو نفسه الشاب أدانه قبل أن يدينه الرسول صلى الله عليه وسلم فعلينا أن نبين هذه الأعمال ليس فقط من جهة حكمها ولكن نتجه بإقناع من وقع في تصور أن هذه الأعمال التي قاموا بها يصل أحياناً إلى أنه مشروع جهادي فلا بد أن نحاكم هؤلاء ونحاورهم بالطريقة التي تبين لهم أنفسهم أن هذا التصور خاطئ كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الشاب.
كما التقينا الدكتور عبدالله بن حسين القاضي أمين عام جمعية البر بالمنطقة الشرقية وقال: ما حدث البارحة وماحدث في السابق من أمور شاذة وغريبة وغير متوقعة على هذا المجتمع النبيل الذي اعتنق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم رسالة رحمة بالناس أن هذه الأفعال لايرتضيها الله عز وجل ولا يرتضيها رسوله ولا أي بشر فهي بلا شك أمر ممجوج ومسغرب وأنا أجزم أن هذه الظاهرة ستزول وهي دخيلة على هذا المجتمع ولا تمت للدين الإسلامي وقيم هذا المجتمع بصلة بدليل أن بمجرد أن وقع هذا الحدث رأينا جميع أفراد المجتمع يرفضون هذا الفكر وهذا المبدأ ورفضوا هذه العمليات التخريبية والإجرامية.
وحول رأيه في الحوار الفكري لكشف عوار الفكر المتطرف والشاذ الذي ينطلق منه هؤلاء المجرمون قال القاضي: للحوار الفكري ثماره.
|