حادث أليم هزَّ مشاعر المسلمين عامة وأبناء هذا الوطن خاصة كيف لا. وقد راح ضحيته عدد من المواطنين والمقيمين نتيجة تعنت وتعسف وتطرف وانحراف شرذمة حكَّمت هوى النفس الأمارة بالسوء دون أن يكون لها ذرة من عقل أو حكمة، فما ذنب هؤلاء الأبرياء الذين أسفر عنهم الحادث بين قتيل وجريح؟ كيف هانت عليهم النفوس المعصومة وقادهم شيطانهم الى هذا التخريب والدمار؟ لكن الله لهم بالمرصاد فلن يفلحوا في تنفيذ أهدافهم بإذن الله، وسيقعون في يد العدالة لينالوا الجزاء الرادع.
نعم، إنهم يريدون من وراء هذا العمل زعزعة الأمن في هذا الوطن الغالي، وترويع الآمنين ونشر الرعب بين المواطنين والمقيمين، وهم بهذا العمل قد خانوا الأمانة وخانوا العهد وتجردوا من القيم الإسلامية، وتنكَّروا لهذا الوطن الذي يعيشون تحت ظله وينهلون من خيراته، وشقوا عصا الطاعة لولاة الأمر الذين لهم الفضل بعد الله في تحقيق الأمن والسلام لكل مواطن ومقيم.
وما أقدموا عليه يعد جريمة كبرى في حق هذا الوطن الغالي أولا ثم في حق أنفسهم وأهليهم الذين تجرعوا كأس الذل والهوان والحسرة والندامة والأسى والحزن بسبب هذا العمل الدنيء الذي لا يمت للإسلام بصلة، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
هكذا يولِّد الانحراف الفكري هذه الجرائم البشعة في حق الانسانية نتيجة الغلو الذي استحكم على عقولهم فأعمى أبصارهم وطبع على قلوبهم فصار الحق بالنسبة لهم ما تمليه عليهم ضمائرهم المريضة، دون اعتبار لدين أو حرمة مسلم في شهر كريم. وديننا الاسلامي ينهى عن الاعتداء على الآمنين أو التعدي عليهم قال تعالى: {وّلا تّعًتّدٍوا إنَّ اللّهّ لا يٍحٌبٍَالمٍعًتّدٌينّ} [المائدة: 87] وقال سبحانه {وّلا تّقًتٍلٍوا النّفًسّ التٌي حّرَّمّ اللهٍ إلاَّ بٌالًحّقٌَ} [الإسراء: 33] .
وسيرد الله كيدهم في نحورهم بإذن الله، ويبقى لهذه البلاد أمنها واستقرارها في ظل حكومتها الرشيدة وفَّقها الله إلى كل خير {وّيّمًكٍرٍونّ وّيّمًكٍرٍ اللّهٍ وّاللَّهٍ خّيًرٍ المّاكٌرٌينّ} [الأنفال: 30] .
* الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء
|