** لولا إيماني بالله وبإرادته وقضائه، وأنه لا يُسأل عما يقضي ويفعل وهم يسألون لتمنيت أنني - الآن - في بطن الأرض وليس على ظهرها ولا أرى وأعيش ما يتعرض له وطني المعزّز من اعتداءات على أمنه وإساءات تنال أبناءه وأرضه.
وممن؟
من بعض أبنائه تماماً بأكثر مما يفعل أعداؤه تماماً.
آه..!
ما أقسى أن يصيبك الضر والعقوق ممن تتوقع نفعه!.
هل جاء الوقت الذي يسيء الأبناء الى أمهم ويعتدي المجرمون على أمن بلاد الحرمين، ومهوى الأفئدة، ودوحة الأمن، وواحة الخير!.
تباً لوقت يحاول فيه بعض أبناء الوطن «الأعداء» بترويع وتخويف الآمنين في حوادث.. تباً لوقت يعتدي فيه السفهاء على الأطفال والمدنيين والمواطنين والمواطنات.
عندما وقع انفجار الرياض الأخير!!
ظللت أتساءل بحرقة وأسى!
ماذا يريد هؤلاء المجرمون!
هل يريدون زعزعة الأمن في هذا الوطن؟
إذن لقد باؤوا بالهزيمة فهذا الوطن بحول الله راسخ بأمنه واستقراره، وقد مرت عشرات الأحداث لم تنل من أمنه ونمائه!.
هل يريدون قتل إخوتهم المواطنين، وإخوتهم المسلمين الآمنين، والمقيمين المستأمنين، ولكن النتيجة هي فناؤهم، والقضاء عليهم، وأمن كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.
***
** إنه من السهل أن تواجه عدواً أمامك، لكن ماذا تفعل أي قوة بالدنيا لمن يطعنك بالخلف، ويقضي على حياته.
إن الفعل يكاد لا يصدق.!
إن هذا ما تم في انفجار «مجمع المحيا» بالرياض.
أناس مجرمون انتحاريون هلكوا ويريدون أن يهلك الناس معهم!.
ترى ماذا تعمل معهم أية قوة؟.
وكيف يستطيع أن يواجههم رجال الأمن وقواته.
لكن.!
ها هم هلكوا وبقي وسوف يبقى هذا الوطن بأمنه وإيمانه ورجاله وأطفاله ونسائه وكل المقيمين على ترابه.
إنهم - بحمد الله - لم ينالوا قيد شعرة من أمننا واستقرار وسير حياتنا.
لقد رأينا - بفضل الله - أنه في تلك الليلة التي وقع فيها الانفجار في المجمع ان الحياة كانت طبيعية.. والأسواق ممتلئة.. بل بعد وقت قصير خرج الناس من بيوتهم آمنين تحفهم السكينة والخشوع من أجل «صلاة الكسوف» يتضرعون الى ربهم ويدعون، وكأنه - بحمد الله - لم يحدث شيء - وفعلا لم يشعر - الناس بالرياض بالحدث إلا عبر شاشات التلفزيون أو ممن يسكنون ضاحية لبن أو ممن مروا بها.
***
** لقد اتصل بي صديق كاتب من مصر العزيزة في تلك الليلة الحزينة يسألني ويطمئن عليَّ - جزاه الله خيراً - وعندما وجدني أتحدث بشكل عادي وطبيعي وطمأنته أنني بخير وأن وطني بخير وأن أبناء وطني والمقيمين عليه بألف خير ودّعني داعياً الله أن يحفظ هذا «الوطن» ويحميه.
وحقاً الضربة التي لا تقتلك تزيدك قوة - كما تقول الحكمة.
لكن..!
مرة أخرى إيماني بالله وإيمان أبناء هذا الوطن بربهم، ثم ثقتنا باقتدار رجال الأمن في بلادنا تجعلنا نركن الى ركن متين من الطمأنينة - بحول الله -.
***
** تصوروا لو لم يوفق الله رجال الأمن في القبض على ترسانات الأسلحة والمتفجرات وعشرات الارهابيين خلال الفترة الماضية، ماذا سوف يحدث لهذا الوطن وأبنائه والمقيمين على أرضه.
ما رأينا خلال الفترة الماضية من توفيق الله لرجال الأمن للوصول الى هؤلاء المجرمين وهم في جحورهم في قرى نائية، ومزارع بعيدة، وبيوت مهجورة، بل والاستدلال على أسلحتهم وهي في آبار عميقة وخزانات ماء فارغة يعمِّق هذا الإيمان داخل جوانحنا.
إنه توفيق الله لرجال الأمن لحفظ هذا الوطن، واستجابة لدعاء خليله ابراهيم {رّبٌَ اجًعّلً هّذّا البّلّدّ آمٌنْا}.
لقد كنت قبل فترة أتحدث الى أخي الصديق د. سعد الراشد بعد أحد الانتصارات الأمنية على فلول المجرمين، وكان أخي د. سعد يحدثني عن عزيز عليه من أهل بيته يحدثه متسائلاً بارتياح: كيف يصل رجال الأمن الى مثل هذه المواقع البعيدة، والعثور على الأسلحة المدفونة؟، يقول العزيز أبو وائل: لقد أجبت - سائلي- إنه توفيق الله ووعده سبحانه بحفظ أمن هذا الوطن أولاً ثم اقتدار رجال الأمن وشجاعتهم وقدرتهم.
***
** إنني أحس أن شرور هذه الطغمة تلفظ أنفاسها - بحول الله - وما حصل ما هو إلا عنوان للخيبة واليأس في قلوبهم من تحقيق أهدافهم الشريرة.
اللهم لا تضل قلوبنا بعد إذ هديتنا.
***
وبعد:
تحية من كل مواطن الى رجال الأمن الذين يعرضون أنفسهم للأخطار والموت من أجل أمن هذا الوطن وسلامة أبنائه والمقيمين على أرضه، ومن أجل رش الأمن فوق مخاوفنا.
اللهم احفظ هذا الوطن وأبناءه ورجال أمنه وأدم عليه أمنك وإيمانك.
اللهم احفظ هذا الوطن إنساناً وتراباً وسهلا وجبلاً ومسجداً وحرماً.
( * ) عضو مجلس الشورى
رئيس تحرير المجلة العربية
|