* موسكو-سعيد طانيوس:
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لا تنظر حاليا في احتمال إرسال قوة عسكرية روسية الى العراق.
وقال إن الظروف لم تتوفر بعد لذلك. وأشار في حديث لوسائل الاعلام الإيطالية الى أن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول العراق هو تحرك في الاتجاه السديد لكن هذا ليس كافيا بعد لكي نتمكن حتى من طرح مسألة إرسال القوات أو اتخاذ أية أعمال أخرى ذات طابع مماثل.
واعتبر الرئيس الروسي ان مهمة ترتيب الأمور في العراق تقتضي تضافر جهود المجتمع الدولي. واوضح قائلا: فيما يتعلق بجوهر التطورات الجارية في العراق كنا نتبصر بمثل هذا السيناريو لتطور الأحداث هناك. ولكني لا أود - ولأسباب عديدة -ان أشبه ذلك بتجربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان فلا أحب ببساطة ان أتطرق الآن إلى تفاصيل الأمر.
وأكد الرئيس الروسي انه من الضروري تهيئة الظروف الملائمة لتسليم كامل السلطةالسياسية في البلد إلى الشعب العراقي نفسه في اقرب وقت ممكن. وليس في مصلحة روسيا تجميد هذه العملية والوضع القائم في العراق. بل على العكس من ذلك نرى مصلحتنا في تسوية هذه القضية وتسويتها على جناح السرعة. ولهذا بالذات أيدنا القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن العراق.
واستطرد بوتين قائلا: إن موقفنا يتلخص في ان نعتبر هذه الخطوة خطوة في اتجاه صحيح ولكنها ليست كافية بعد. فمن أجل رص صفوف المجتمع الدولي في قضية التسوية العراقية لا بد من القيام بخطوات لاحقة تستهدف توفير إمكانيات أكثر لهيئة الأمم المتحدة فيما يتعلق بتوجيه الوضع السياسي في هذا البلد بصورة المباشرة.
وما دام ذلك لم يتحقق فان العديد من البلدان سترى لنفسها بعض العوامل التي تقيد مساهمتها النشيطة في إعادة إعمار العراق.
واورد الرئيس الروسي افغانستان كمثال على ما يجب القيام به في العراق، وقال في أفغانستان قطعنا معا شوطا جيدا على طريق التسوية السياسية وصولا إلى الوضع القائم حاليا. وإننا نسلم تماما بأنه في حال العراق أيضا بوسعنا ان نسلك نفس الطريق. وإننا مستعدون ومنفتحون لمثل هذا العمل. وندرك انه ينبغي الحركة بحذر وأنه لا يجوز السماح بفراغ السلطة في العراق. ومن جهة أخرى لا يجوز المطمطة أيضا. لأن إبطاء عملية تسليم زمام السلطة بأكملها إلى أيدي الشعب العراقي سيؤدي إلى الإبقاء على المقاومة الداخلية التي بدأت تنشط بمقتضى قوانينها الداخلية الذاتية وتكتسب قوة استمرارية سيصعب مكافحتها في الفترة اللاحقة.
وأكد الرئيس الروسي ان مكافحة الإرهاب الدولي بفعالية أمر متعذر إلا إذا تمكن المجتمع الدولي حقا من توحيد جهوده. وقال إننا نعبر عن مؤاساتنا للشعب الأمريكي على سقوط أبنائه في العراق لأن هلاك البشر هو أمر مأساوي في كل الأحوال.
وفي مجال آخر، اكد بوتين ان روسيا ستقوم بتطوير قواتها للردع النووي كما ونوعا بغض النظر عن أعمال الناتو. واعتبر أثناء مقابلته مع مندوبي وسائل الإعلام الإيطالية ان موضوع الناتو لا يمت بصلة إلى هذه القضية. إذ ان كل الدول النووية تقوم بتطوير قدرتها النووية وروسيا ستعمل شيئا مماثلا.
ولكن بوتين أشار إلى ان سياستنا النووية خلافا لسياسية الاتحاد السوفيتي مثلا، ليست موجهة ضد أي جهة وإنما موجهة إلى تعزيز أمننا فقط، وفيما يتعلق باحتمال استخدام القوة في العلاقات الدولية نعتبر انه وسيلة الخيار الأخير لاننا ضد استخدام القوة في الشؤون الدولية.
واوضح الرئيس الروسي قائلا: ولكن إذا ما جرى على صعيد الممارسات الدولية وفي الحياة الدولية تطبيق مبدأ استخدام القوة الوقائي فان روسيا تحتفظ بحقها في اتباع الأسلوب المماثل من اجل حماية مصالحها الوطنية.
وتوجه الرئيس الروسي اليوم الثلاثاء بزيارة رسمية الى ايطاليا، حيث من المقرر ان يشترك في العام قمة روسيا والاتحاد الأوروبي التي ستجري في روما في السادس من الشهر الجاري.
ويتضمن برنامج زيارة بوتين الرسمية لقاء مع الرئيس الايطالي كارلو تشامبيو مباحثات مع رئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني، وزيارة الفاتيكان كذلك حيث سيتحادث مع بابا روما يوحنا بولس الثاني.
وستناقش في قمة روسيا والاتحاد الأوروبي مسألة تكوين أربعة مجالات أوروبية عامة هي المجال الاقتصادي ومجال حرية التنقل ومجال الأمن الخارجي ومجال العلوم والتعليم والثقافة. ويضم الملف الدولي لجدول أعمال القمة مناقشة الوضع في العراق وفي الشرق الأوسط وأفغانستان وقضية عدم انتشار اسلحة الدمار الشامل ووضع السكان الناطقين بالروسية في لاتفيا واستونيا.
وستختتم زيارة الرئيس فلاديمير بوتين لايطاليا في السابع من الشهر. وأبلغ سيرغي بريخودكو، نائب رئيس ديوان الرئاسة الروسية. «الديار» بأن المحادثات التي سيجريها الرئيس الروسي مع نظيره الفرنسي جاك شيراك تتناول العلاقات الروسية الفرنسية وإعادة إعمار العراق وتسوية النزاع في الشرق الأوسط.
وقال ان الرئيس بوتين سيصل الى باريس في 7 تشرين الثاني\نوفمبر الجاري في زيارة عمل قصيرة مشيرا إلى ان هذه هي المرة الثالثة خلال عام 2003 التي يلتقي فيها الرئيس بوتين بالرئيس شيراك.
وأضاف إن الجانبين سيوليان فرص التعاون في مجال الطيران والفضاء اهتماما كبيرا، والمقصود على وجه التحديد إطلاق صواريخ روسية تحمل أقمارا صناعية إلى مدار في الفضاء من قاعدة «كورو» في غينيا الفرنسية، والتعاون المشترك في صنع محرك لطائرة المستقبل ومشاركة مصانع طائرات روسية في تصنيع طائرات من طراز ايرباص.
|