حاوره جاسر عبدالعزيز الجاسر
أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز الحكيم عضو مجلس الحكم العراقي، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، بأنه اجرى مباحثات معمقة مع كبار المسئولين في المملكة العربية السعودية، وأنه لمس من خلال لقائه بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رعاه الله وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني شعوراً عميقاً للمسئولية وتفهماً دقيقاً للتعقيدات في العراق، ورأينا حرصاً شديداً وصادقاً على العراقيين بكافة مكوناتهم وطوائفهم، والوقوف إلى جانب الشعب العراقي، والمملكة كانت ولا تزال لها مواقف إيجابية نحو العراقيين كافة، فقد استضافت آلاف العراقيين الذين فروا من ظلم النظام الصدامي السابق وتحملتهم في فترات عديدة هموم الشعب العراقي، وتتبنى المشاريع العراقية، وكان لها موقف مشرف في مؤتمر مدريد للمانحين، وموقف رائع في مؤتمر دمشق للدول المجاورة للعراق، وقيادة المملكة تسعى إلى أن يرجع العراق ويسترد موقعه الطبيعي، وتدعم العراق في كافة المجالات وخاصة في الجوانب الإنسانية والانمائية واعادة الإعمار وسيكون لها دور هام في هذه المجالات، والمحبة بين الشعبين العراقي والسعودي متأصلة الجذور حيث تمتد وشائج القربى بين العشائر والقبائل في البلدين، وقد ولى النظام الذي كان يسعى إلى ايجاد الفرقة والشقاق بين الشعبين، وقيادة المملكة تعزز وتوثق الصلات بين البلدين من خلال العديد من المبادرات التي كان آخرها اطلاق سراح المساجين العراقيين وتأمين إيصالهم إلى أسرهم في هذا الشهر الفضيل.
ويرى الشيخ عبدالعزيز الحكيم أن الآفاق المستقبلية للعراق أكثر من مضيئة وتبشر بالخير وأن الغالبية العظمى من الشعب العراقي مع التغيير ومع بناء عراق حر يسعد فيه الجميع يؤمن بالتعددية ويحترم كل مكوناته الدينية والعرقية ويحترم التعددات بين المسلمين وغير المسلمين.
وبالتالي نسعى إلى بناء عراق يستند إلى دستور دائم ينظم هذه المكونات ويمتلك مؤسسات دستورية، وآليات انتقال السلطة، وما تتمتع به السلطات وفق نصوص قانونية واضحة.
وكشف سماحة الشيخ عبدالعزيز الحكيم بأن اعداء العراق وأزلام النظام السابق المتحالفين مع المتطرفين وراء انعدام الأمن والاستقرار واستهداف العراقيين بالعمليات الإرهابية، وأنهم اعداء للعراق ولكل دول وشعوب المنطقة والعالم أجمع، فهم لا يريدون للعراقيين العيش تحت ظل حكومة مختارة من قبل الشعب العراقي.
وأوضح عضو مجلس الحكم العراقي، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، بأنهم في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ومجلس الحكم لهم رؤية في اعادة الأمن والاستقرار للعراق من خلال مجلس الحكم ومؤسسات الدولة ونسعى الى تحقيق ذلك من خلال القدرات العراقية.
وعن صحة تقسيم العراق الى تسع ولايات اكد الشيخ عبدالعزيز الحكيم، بأن الأمر صحيح وغير صحيح، فكونه صحيحاً هو سعينا إلى إقامة عراق فدرالي مثل ما هو موجود في دول عديدة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وباكستان والهند تكون فيه مسئوليات السياسة الخارجية والمالية والاقتصادية والسيادية للحكم المركزي، وتترك للولايات ادارة الخدمات والأمن وغيرها من التي يحتاجها المواطنين.
واشار الشيخ الحكيم بأن حكم الولايات له عمق اسلامي وتأخذ به العديد من الدول.
أما غير صحيح، فإن العراق الجديد لا يأخذ بالأساليب الطائفية والعرقية وأنما نبني العراق الحديث على اساس فدرالي.
واستبعد الشيخ عبدالعزيز الحكيم وجود تأثير أو انعكاسات سلبية على لحمة الشعب العراقي كون قسم منه يعتمد المقاومة المسلحة والباقي ينهج المقاومة السلمية أو الانتظار مؤكداً بأنه لا خوف من ذلك لوجود لحمة وطيدة بين الشعب العراقي، من السنة والشيعة عرباً واكراد وتركمان وآشوريين، مسلمين وغير مسلمين، الجميع يرغب في بناء العراق المستقر.
قضية الاحتلال تشكو منها كل فئات الشعب العراقي ولا أحد يقبل بالاحتلال ولابد من إنهائه، وتوجد طريقتان لإنهاء الاحتلال بالعمل العسكري والعمليات ولكن الملاحظ أن العمليات التي تتم في العراق موجهة ضد المنظمات والهيئات التي جاءت لمساعدة العراقيين وبالتالي فإن استهدافها عمل موجه ضد العراقيين، وهي اعمال غير مقبولة، فهل تدمير مبنى الأمم المتحدة واغتيال سماحة آية الله محمد باقر الصدر ومقر منظمة الصليب الأحمر يخدم العراق والعراقيين. وكما تعلمون أن سماحة الشيخ محمد باقر الصدر راح ضحية هو والكثير من المسلمين نتيجة هذه الاعمال الارهابية والعمليات الإرهابية التي تنفذ في العراق الآن من قبل أزلام صدام حسين مع مجموعة من المتطرفين يعملون من أجل إثارة الفتن ومن أجل قتل الأبرياء والشخصيات التي تعمل لخدمة العراقيين، والمطلوب من الجميع التعامل الجدي لتطويق هذه الاعمال الاجرامية حتى لا يكون العراق مصدراً للإرهاب ولا أستبعد أن يكون العمل الذي حدث في الرياض امتداداً لما يحدث في العراق.
|