الذين يصرون على شرب «التوت» في هذه الأيام الباردة من رمضان، يشبهون إلى حد كبير الناس الذين لا يراعون الظرف» التاريخي للزمن، فإذا كان «التوت» أيام أشهر رمضان القائظة التي عشناها قبل 20 سنة تقريباً له وظيفة تعويض الصائم بالسوائل التي فقدها خلال صيام يوم ساخن، فإن شرب «التوت» في رمضان الحالي هو شيء من العبث على اعتبار أن الشيء تعلو قيمته بمقدار ما يحمله من وظيفة مهمة.
ويقع في نفس المطب عدد كبير من «الخطابات» بمختلف توجهاتها وأهدافها عندما لا تراعي الظروف التاريخية وتحولات الأزمنة وحركة المجتمعات ف«توت» الستينيات مثلاً يختلف عن «توت» الألفية الثالثة.
عندما تشابه السنون علينا وتختلط الفصول في «هالحزة» فإننا - لا محالة - سنشرب «التوت» في المربعانية، لأن الوعي بالزمن يعني ترتيب وظائفه بحيث تصبح كل الأشياء في مكانها حلوة، أليس كل شيء في وقته حلو؟!!
لعلنا بنظرية «التوت والزمن» هذه نصل إلى فهم واقعنا وملابساته حتى يمكننا أن نقدم سلوكاً منتجاً يجعل كل «الفرقاء» يعيشون في تاريخ واحد، لأن الاشكال في نظري «أشكال زمني» قبل أي شيء خاصة وأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان.
|