إلى سعادة الدكتور حسني الطاهر بعد التحية:
لقد اطلعت على خطابكم الأغر المنشور في صحيفة الجزيرة في عددها (335) وتاريخ 26 محرم 1391 والموجه إلى فضيلة الشيخ عبدالرحمن الدوسري فقد نال إعجابي وهز مشاعري فدفعني اعترافكم بالزلة الغير مقصودة والخطأ الذي ليس متعمداً إلى كتابة هذه الأسطر المتواضعة مبيناً فيها أنه ليس من العار أن يخطئ المرء فإن الصارم ينبو والجواد يكبو وأن الشخص عرضة للخطأ قال عليه السلام: (كل ابن آدم خطاء وخيرالخطائين التوابون» وليس هناك توبة بدون اعتراف بالخطأ.
لكن الخطأ الفاحش والجهل المطبق والحمق المتناهي أن يستمر المرء على ضلالة ويصر على غيه، وهذا كثيراً ما ينجم عن التعصب للرأي والتمسك بالفكرة -وإن كانت خاطئة- ومحاولة الذب عنها وفرض قبولها على المجتمع وأن رفضها وأبرز دلائل تضليلها، فمثل هذا لم يخطئ من ناحية واحدة فحسب بل أنه أخطأ من ثلاث جهات الأولى أنه حاد عن الصواب والثانية أنه استمر وأصر على غيه أما الثالثة لأنه تجاهل هذين العيبين، وقد صوره ابن الرومي أدق تصوير حيث يقول:
والعيب عيبان فيمن لا يخطئه
ومن تجاهل عيبه فقد ثلثا
|
فينبغي على النبيل أن يسمو بنفسه عن تعامي الحقيقة ويرغب عن اتباع الهوى ويسير تحت لواء الحقيقة أنى وحدها فإن الحق قديم والحق أحق أن يتبع، قال عمر رضي الله عنه في رسالته لأبي موسى رضي الله عنه «لايمنعك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه عقلك وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل».
أرجو من الله أن يكثر من أمثال الشيخ عبدالرحمن الدوسري ممن وقفوا أنفسهم في سبيل ارشاد الشباب المسلم وإنارة السبل أمامه وازالة الشوائب المعترضة في طريقه ومن أمثال الدكتور حسني ممن اذا بدا لهم الحق مضوا تحت ظله ومشوا على هدى نوره.
|