Monday 10th november,2003 11365العدد الأثنين 15 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

5-8-1390هـ - الموافق 6-10-1970م العدد 314 5-8-1390هـ - الموافق 6-10-1970م العدد 314
الشرق الأوسط.. وفترة الهدوء
بقلم: صالح السالم

مرت سنين عديدة ومنطقة الشرق الأوسط تعيش على مرجل من الاضطرابات واثارة الخصومات وتعددت فيها الضربات الطائشة إذ كانت الأهداف غير واضحة وأحيانا مضللة، فقد توجه الضربات للعدو المشترك للعرب أجمعين، ولكن دون تهديف صائب بل هي اشبه بطلقات مرتعشة خائفة لان الأيدي التي تمسك على الزناد تمتلك أصحابها الشكوك في حقيقة المعركة ومدى جديتها، إذ تجعلهم فعلا يتهيبون من الانطلاق الى الهدف الذي حشدوا اليه عند أول بادرة سياسية تزج بهم الى المواجهة. حتي ان البعض منهم يتساءل قبل كل شيء هل - حقا - سيخوض معركة حربية جدية أم مظاهرة واستعراض لعضلات توحي بها الظروف السياسية وانفعالاتها الطارئة المؤقتة أم تعبئة لمعركة خلفية يتوقع معها ان لا يلبث إلا فترة قصيرة ثم يؤمر بإدارة ناصية سلاحه الى اتجاه مضاد او معاكس للوجهة التي وثب لها في البداية.
فهل ستبقى المياه السياسية الآسنة في مجاريها وألاعيب الزعامات الوقتية تتأرجح ذات اليمين حينا وذات اليسار احيانا.
أنا متفائل جداً من البادرة التي برزت لأول مرة في اجماع الزعماء العرب على الوقوف صفا واحدا في بتر الارتباط المسلح على تراب الأردن الشقيق بحيث اتبع الزعماء العرب القول بالعمل الجماعي متحدين للاشراف على تنفيذ الاتفاق بجدية لا هوادة معها للمخالف من الاطراف المتنازعين بجدية لا هوادة فيها حتى لو تطلب الامر القيام على التنفيذ بقوة السلاح وفرض قواعد الاتفاق.
ولقد تم او يكاد تطهير المدن المسالمة مما اجتاحها من دواعي التخريب، وازاحة مسببي الفتنة عنها، وسوف لا يلدغ المؤمن من جحر مرة أخرى ما دامت اليقظة قائمة والبرهان القاطع على اقدام المتنافسين على مثل ما بدر في الماضي اذا احتكم النزاع على مثل تلك الصورة مرة أخرى.. لان الحيطة والحذر سيكونان في أعلى درجاتهما دون الاعتماد على حسن النية او التسامح في حق المدن والعزل من المواطنين، ولن يتعرضوا للتهديد بخزن الأسلحة في مهاجعهم او نصب مرابض الرشاشات على أسطح منازلهم.
اني متفائل جدا ان وعيا عتيدا خلقته مأساة الشعب الاردني الذي حرم خلال عشرة أيام من ضروريات الحياة كالماء والغذاء وأصبح في حكم الرهائن وتحت قبضة الرعناء من الخارجين على سلطان القانون ومثيري الفتنة بوحي من مبادئ تستبيح المال والأنفس بسبب الحقد ونكسة الضمير!!
ان انتزاع الشك من النفوس بعد أن تعمق فيها لابد له من وقت ليس بالقليل.. وإذا ما واصل العرب مجتمعين العمل على تنسيق أهدافهم واقتلاع جذور الخلافات بينهم فإنه ولا شك ستتضح الرؤية للسائرين وتنجلي عن أجواد العروبة آثار الأزمات للثقة التي كادت ان تفقد في علاقاتهم، ومن ثم يعود لشرقنا المثخن بالجراح هدوؤه على أساس من التكاتف والتعاون لخلق رخاء آمن وتقدم أكيد.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved