وفاة مصطفى كمال أتاتورك

  في مثل هذا اليوم من عام 1938 توفي مصطفي كمال أتاتورك أحد القادة المشهورين الأتراك. لمع نجم أتاتورك كضابط بارز في فترة ضعف الدولة العثمانية حيث استغل ظروف انهزامها في الحرب العالمية الأولى وتقلد مقاليد الجيوش العسكرية في الدولة. سافر أتاتورك إلى استانبول سنة 1318هـ للالتحاق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1322هـ برتبة رائد وعين في لواء الفرسان الثلاثين التابع للجيش الخامس في الشام وفي عام 1325هـ أنهى مرحلة التدريب فعين في إدارة الجيش الثالث ببلده سلانيك. عمل أتاتورك على توسيع نفوذه واكتساب أعوان له في خطته القائمة على إسقاط الحكومة المركزية ليصل هو إلى الحكم وساعدته الظروف المحيطة بالدولة العثمانية ومعاهدة سيفو التي وقعتها الدولة مع الحلفاء لما فيها من شروط مجحفة فثار عليها أتاتورك ليظهر بصورة الوطني المخلص لدولته.
وسط هذه التداعيات المتلاحقة كان هناك من وراء الأستار علاقة خفية بين الإنجليز وأتاتورك حيث بدأ الإنجليز في تلميع أتاتورك بإظهاره بمظهر البطل الثائر من أجل دولته وحاكوا عنه الأساطير المكذوبة وعن بطولته الزائفة وشجاعته المعروفة. والعجيب أن أتاتورك كان يظهر أنه في الجانب الإسلامي واستغل صلته بالخليفة وحتى ترفع إنجلترا أتاتورك لمصاف الأبطال العظام دفعت اليونان للتقدم ناحية الغرب واستدرجوهم لقتال مع الأتراك بقيادة أتاتورك فانتصر الأتراك في معركة سقاريا المشهورة سنة 1340هـ صار بعدها أتاتورك بطل الأمة القومي وصار هو الحاكم الفعلي للبلاد فلم يرض الخليفة وحيد الدين أن يكون صورة ورمزاً بلا معنى حقيقي فاعتزل السلطنة وتولى مكانه عبد المجيد الثاني والذي سقطت الخلافة بعد ثلاثة أيام من توليه الحكم وأعلن أتاتورك سقوط الخلافة وقيام الجمهورية التركية في 27 رجب 1341هـ وبالطبع اعترفت انجلترا بالدولة الجديدة وبدأت صفحة جديدة من حياة أتاتورك.
قرر أتاتورك بعد إلغاء الخلافة وإعلان قيام الجمهورية طرد الخليفة وجميع أفراد عائلته خارج البلاد وألغى وزارة الشرعية ووزارة الأوقاف في تركيا. ولم يكتف أتاتورك بذلك بل ألغى الحروف العربية واستعمل الأحرف اللاتينية وأعلن العلمانية رمزاً جديداً للبلاد.
كان أتاتورك شديد الخوف على نفسه لذلك فقد أحاط نفسه بكبار الأطباء ومع ذلك لم يكتشفوا أنه كان مريضاً بالكبد حتى وصل لمرحلة التليف الذي أصابه بالاستسقاء وفي مرض موته ابتلاه الله بحشرات صغيرة حمراء لا ترى بالعين سببت له الحكة والهرش حتى أمام زواره من السفراء والكبراء حتى ظهرت على وجهه ويكتشف أن السبب وراء ذلك نوع من النمل الأحمر. ويظل على عذابه من سنة 1356هـ حتى سنة 1358هـ عام رحيله عن الدنيا.