الأمم المتحدة تساوي بين الصهيونية والعنصرية

  في عام 1975، وبعد مؤتمر عقد في المكسيك، وافقت الجمعية العمومية للأمم المتحدة على القرار، والذي أيدته كتلة الدول العربية، والأفريقية، والسوفييتية، والذي أكد على أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية. وكان من المنطقي أن يلغي هذا القرار قرارات الأمم المتحدة التي تم على أساسها إنشاء دولة إسرائيل، كما أن من شأنه أن ينكر رسمياً على الشعب اليهودي حق تقرير المصير. وقد تم تبني القرار في ظل تعاون اقتصادي (وربما التعاون الدفاعي) بين إسرائيل ونظام التفرقة العنصرية بجنوب أفريقيا.
وقد تم الحفاظ على هذه الروابط جزئيا مراعاة لرفاهية وسلامة الطائفة اليهودية الكبيرة الموجودة في جنوب أفريقيا. وقد كان التأثير العملي لهذا القرار هو القضاء على بقايا أي تأثير معنوي للأمم المتحدة
مكوك «جلوبال سرفيور»
شعار المؤتمر الذي عقد في المكسيك
على جماهير اليهود الإسرائيليين. فقد أعطى القرار دفعة قوية لأكثر السياسيين الصهاينة تطرفا، ممن أكدوا أن إسرائيل محاطة بأعداء من كل النواحي، ولا يمكنها أن تتوقع أدنى قدر من العدالة من المجتمع الدولي، الذي يذكرهم بالدعاية الألمانية قبل الحرب العالمية. وصار قرار «الصهيونية حركة عنصرية» مبررا لإنشاء مستوطنات جديدة في الضفة
الغربية، وإحباط محاولات السعي للتوصل إلى حل عبر مزيد من المفاوضات.
وقد تم إلغاء هذا القرار في عام 1991، عقب انهيار نظام التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا والكتلة السوفييتية السابقة، وفي ظل الحرب الدائرة ضد صدام حسين. لكن نفس الرأي ظهر مرة أخرى في مؤتمر ديربان الذي عقد في جنوب أفريقيا في صيف عام 2001.