في عام 1951، رفع م.ليزلي داونينج، عمدة بلدة إنجلوود بولاية نيوجيرسي سماعة الهاتف، واتصل ب 10 أرقام، وبعد ثماني عشرة ثانية، رد عليه فرانك أوزبزرن، عمدة بلدة آلاميدا بولاية كاليفورنيا، لقد خط هذان العمدتان سطرا في صفحة التاريخ وهما يتبادلان الحديث في أول مكالمة هاتفية تتم عن طريق الاتصال المباشر بمعرفة العميل بعميل آخر يقع على مسافة بعيدة عنه، وهي المكالمة التي كانت فاتحة إدخال خدمة الشفرة الهاتفية.
وبافتتاح خدمة الاتصال الهاتفي المباشر بين الأماكن المتباعدة انتهت الحاجة إلى وجود موظف لتوصيل العملاء بالخطوط الهاتفية البعيدة التي يرغبون في الاتصال بأصحابها، وصار الاتصال بين مثل هذه الخطوط أسرع من ذي قبل، كما قلَّت تكلفة الاتصالات الهاتفية بالأماكن البعيدة.
لقد كان الاتصال الهاتفي المباشر في نطاق مسافات محدودة متاحا للناس منذ ثلاثينات القرن العشرين، لكن الاتصالات المباشرة بمسافات بعيدة أرست خدمة ربطت نهائيا بين مستخدمي الهاتف من خلال آلاف مراكز التحويل (السويتشات) الموجودة عبر شمال أمريكا.
لقد أثبتت المكالمة التي تمت بين العمدتين حدوث تحسن في خدمة الاتصالات الهاتفية بين القارات، منذ أن تمت أول مكالمة من هذا النوع منذ 36 عاما سابقة على مكالمتهما، تمت تلك المكالمة الأولى بين سان فرنسيسكو ونيويورك، واستغرق إتمام الاتصال فيها جهدا قام به خمسة من فنيي الاتصالات الهاتفية لمدة 23 دقيقة، وظلت الاتصالات الهاتفية بين مسافات بعيدة على هذا المنوال لعدة سنوات، إذ كان إجراؤها يتطلب وجود أحد فنيي الاتصالات الهاتفية عند طرف إرسال المكالمة، ووجود زميل له عند طرف استقبالها، وغالبا ما كان الأمر يتطلب وجود المزيد من فنيي الاتصالات الهاتفية عند النقاط الوسيطة عبر خطوط الاتصال، كي يقوم كل منهم بتحويل المكالمة عبر الجزء الذي يعمل عليه من أجزاء الشبكة، وهكذا دواليك حتى يتم الاتصال بين المرسل والمستقبل.
|