شارك في الندوة - د. عبدالله العيسى - د. أحمد العيسى
أعد الندوة - د. عبد العزيز النوشان
أقام المركز الوطني لعلاج البهاق والصدفية (عيادات لايت) الاسبوع الماضي مؤتمرها السنوي الأول عن البهاق الذي شارك فيه اربعة من الأطباء المتخصصين في طب وجراحة الجلد وعلم وظائف الأعضاء.
وقد ركزت أوراق العمل على البهاق كمرض جلدي مزمن وعن وسائل تشخيصه وعلاجه وقدم الدكتور أحمد العيسى في هذا المؤتمر ورقة عمل مستفيضة عن نوع جديد من العلاج الجراحي للبهاق لا يتم عمله سوى في بلدان محدودة حول العالم ألا وهو زرع الخلايا الصبغية الذاتية وهي عملية حديثة جداً بامكانها تغطية مساحات كبيرة من مناطق البهاق وإعادة التصبغ فيها من مجرد شريحة صغيرة من مناطق الجلد السليمة ولأهمية هذه العملية وما تمثله بالنسبة لمرضى البهاق كانت هذه الندوة التي تهدف الى تسليط الضوء بشكل مركز وموسع على هذه العملية من حيث طريقة عملها وفائدتها ونسبة نجاحها والمخاطر المتعلقة بها.
وقد شارك في هذه الندوة كل من الدكتور عبدالله العيسى استشاري طب وجراحة الجلد والليزر في عيادات ديرما والدكتور أحمد العيسى استشاري طب وجراحة الجلد والليزر في عيادات ديرما.
* ما هو البهاق، وما هي أسبابه؟
- د. عبدالله العيسى: البهاق عبارة عن بقع جلدية بيضاء «فاقدة اللون» تظهر في مختلف أعضاء الجسم ويرجع اللون الأبيض فيها إلى فقدان الخلايا الصباغية في الجلد التي تفرز مادة الميلانين والتي تعطي الجلد لونه.
د. أحمد العيسى: يحتوي الجلد على العديد من الخلايا منها الخلايا الصبغية التي تحتوي على مادةالميلانين وهذه المادة هي التي تعطي الجلد لونه وهي التي تمتص أشعة الشمس لذلك يتغير لون الجلد للأسمر عند التعرض لأشعة الشمس وعدم وجود هذه الخلايا يعرض الجسم للحروق عند الجلوس تحت أشعة الشمس لفترة طويلة.
* ما نسبة انتشار البهاق في المملكة العربية السعودية؟
- د. عبدالله العيسى: لا يوجد احصائية علمية دقيقة عن مدى انتشار مرض البهاق ولكن في الغرب تبلغ نسبة انتشاره 1-2% ويعتقد ان هذه النسبة أعلى لدينا بسبب عدة عوامل منها العامل الوراثي وزواج الأقارب.
د. أحمد العيسى: فعلاً ملاحظتنا الشخصية تفيد بارتفاع معدل انتشار البهاق عن معدلاته العالمية وهناك مشروع يجري تحضيره الآن للقيام بمسح احصائي ميداني لتحديد مدى انتشار هذا المرض بشكل دقيق تمهيداً لوضع الخطط اللازمة للحد من انتشاره وايجاد أفضل السبل لعلاجه.
* نلاحظ أن هناك اهتماماً شديداً بالبهاق مقارنة بالأمراض الجلدية الأخرى، لماذا؟
- د. عبدالله العيسى: صحيح لأن البهاق مرض مزمن وتأثيراته النفسية والاجتماعية كبيرة جداً خصوصاً عند الأطفال والشباب بحيث قد يؤدي الى ازمات نفسية واجتماعية كما يمكن ان يقود الى الانطواء والانعزال عن بعض الأشخاص.
د. أحمد العيسى: تكمن أهمية البهاق في المفاهيم السائدة في مجتمعاتنا عن هذا المرض فالعديد من الناس يعتقد انه مرض معدٍ والحقيقة عكس ذلك تماماً.
وهناك نقطة مهمة ان المصابين بالبهاق في مجتمعنا وبحكم لون البشرة المائل الى السمرة يظهرون بشكل واضح بحكم التنافر بين لون البشرة الاسمر ولون بقع البهاق البيضاء في العالم العربي وهذا ما يزيد معاناة مرضى البهاق وحاجتهم الماسة للعلاج.
د. عبدالله العيسى: لدى معاينة الشرائح من عينات نسيج الجلد البهاقي نلاحظ اختفاء الخلايا الصبغية من هذه العينات ونلاحظ كذلك ان الشعر في هذا المناطق يصبح أبيض اللون أيضاً وذلك لفقد هذه الخلايا في بصيلات الشعر.
ويضيف الدكتور أحمد العيسى: من ناحية أخرى فإن علاج البهاق مسألة مهمة للعديد من المرضى خصوصاً البهاق الطرفي الذي يصيب الاطراف العلوية والسفلية لأن هذه الأطراف تخلو تقريباً من الشعر الذي يحمل في بصيلاته الخلايا الصبغية بحيث لا يكون هناك عدد كافٍ من الخلايا يمكن تحفيزها لافراز الميلانين وهذا ما يجعل العلاج صعبا وطويلاً ومرهقاً مادياً ونفسياً للمرضى. وخلال مسيرتي العملية فقد شاهدت مرضى كان تأثير البهاق عليهم جسيماً الى حد محاولة التخلص من الحياة.
* هل من علاجاتٍ للبهاق؟
- د. عبدالله: هناك العديد من العلاجات حسب نوع البهاق وتوضعه، وقد يتراوح العلاج بين المراهم والأشعة الضوئية فوق البنفسجية أو كليهما وتعتبر الأشعة الضوئية العلاج المفضل حالياً للبهاق المنتشر.
وقد دخل السوق نوع آخر من الأشعة الضوئية فوق البنفسجية الضيقة المحمولة على أشعة الليزر Excimer Laser وهي مفيدة للمناطق الصغيرة والمحددة، حيث انها تصيب مناطق الجلد البهاقية بدقة شديدة ولا تؤثر على الخلايا المجاورة.
د. أحمد العيسى: بالنسبة للبهاق الثابت وغير المنتشر هناك طريقة حديثة جداً لا تجرى لغاية الآن سوى في مناطق محدودة جداً حول العالم لا تزيد عن أصابع اليد ألا وهي زراعة الخلايا الصبغية الذاتية وقد بدأ هذه التقنية عالم أمريكي في جامعة YALE اسمه ليرنر وهو نفس الطبيب الذي تدرب على يديه زميلي الدكتور عبدالله العيسى عام 1995م ثم قام الدكتور اولسون من السويد والدكتور نايرت من بلجيكا بتطوير هذه العملية الى ان قام طبيب هندي اسمه موليكر بتطوير هذه العملية مجدداً وقد أجرى أكثر من 1000 عملية من هذا النوع ومن ثم قام المركز الوطني للبهاق والصدفية «عيادات لايت» ومنذ 8 أشهر تقريباً وبالتحديد من ذي الحجة من عام 1423هـ الموافق فبراير من العام 2003م بالبدء في إجراء هذه العملية ولأول مرة على أيدي أطباء سعوديين.
د. عبدالله العيسى: تعتمد هذه التقنية على استخراج الخلايا الصبغية من منطقة سليمة من جلد المريض بالبهاق وزرعها في مناطق البهاق بطريقة تضمن تكاثرها لإعادة التصبغ في مناطق البهاق وميزة هذه العملية ان كل 1 سم2 من الجلد السليم يمكنه التبرع بخلايا صبغية بامكانها تغطية 10سم2 «10 أضعاف المساحة» من بقع البهاق وهذا ما يجعل العملية مفيدة.
* كيف يتم إجراء هذه العملية؟
- د. عبدالله العيسى: تجرى العملية داخل العيادة وتستغرق حوالي الساعة والنصف يكون المريض فيها بكامل وعيه ولا يحتاج الى تخدير عام سوى لدى بعض الأطفال. في البدء يقوم الطبيب في العيادة بشرح هذه العملية للمريض والإجابة عن كافة الأسئلة وكذلك شرح مرحلة ما بعد العملية ثم يحدد مكاناً من مناطق الجلد السليم التي يراد التربع منها وتكون عادة في أعلى الفخد. وتؤخذ الشريحة من هذه المنطقة بواسطة آلة خاصة تضمن الحصول على طبقة رقيقة جداً من الجلد يتم وضعها فوراً في محلول خاص ثم وضعها في حاضنة على درجة حرارة معينة لمدة حوالي 45 دقيقة بعدها يتم غسلها ووضعها في محلول آخر بحيث يسهل فصل الخلايا الصبغية عن غيرها ومن ثم توضع في محلول آخر لتسهيل زرعها داخل مناطق البهاق.
د. أحمد العيسى: في هذا الوقت وخلال تجهيز الخلايا الصبغية وفصلها ينصرف الطبيب الى مناطق الجلد المصابة بالبهاق والمراد زرع الخلايا الصبغية فيها، حيث يستعمل الليزر لتقشير هذه المناطق وتجيهزها لتكون تربة صالحة لاحتضان الخلايا الصبغية التي تم فصلها ويتم وضع الخلايا الصبغية بطريقة خاصة. حيث تكون أكثر من طبقة واحدة لضمان نجاح الزراعة ثم تغطى بمواد تمنع دخول الماء والهواء لمنع التلوث او الالتهاب الجرثومي وبعدها يعود المريض مباشرة الى المنزل ولا يلزم الراحة التامة سوى عدم التحريك العنيف للمنطقة المزروعة خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد العملية ويتم متابعة المريض بعدها دورياً كل اسبوع ثم كل شهر بعد الشهر الأول.
* متى تبدأ بقع البهاق بالتصبغ بعد العملية؟
- د. عبدالله العيسى: لقد شاهدنا إعادة التصبغ لدى بعض المرضى بعد اسبوعين من العملية طبعا بشكل جزئي ولكن في العادة يبدأ بعد 3 - 4 اسابيع ويستمر كذلك بإذن الله لمدة أشهر الى حين التصبغ الكامل.
د. أحمد العيسى: يتم ايضاً إعطاء المرضى مضاداً حيوياً لمنع العدوى الجرثومية بعد العملية مباشرة ومن المفيد معرفة ان الاشعة الضوئية بعد العملية تساعد ايضا في سرعة إعادة التصبغ، وأصبح لدينا ولله الحمد الان وسائل وخبرة في التأكد من ان حواف مناطق البهاق المزروعة تتناسق مع لون البشرة السليمة التي حولها بشكل لا يظهر فوارق واضحة بين المنطقة السليمة ومنطقة البهاق بعد العملية.
* ما هي نسبة نجاح هذه العملية؟
- د. أحمد العيسى: أجرى المركز الوطني للبهاق والصدفية «عيادات لايت» أكثر من 40 عملية وفي ورقة عمل قدمت للجمعية الأوروبية للخلايا الصبغية كانت نسبة النجاح أكثر من 80% ولله الحمد.
|