Monday 10th november,2003 11365العدد الأثنين 15 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رداً على آل الشيخ رداً على آل الشيخ
أين الأمانة في نقل الفتوى؟

الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه العزيز {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (70) )يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (71) } وأصلي وأسلم على نبيه محمد القائل: «من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه» وبعد:
فقد قرأت مقالاً بعنوان: «الشيخ محمد بن إبراهيم وتمويل الإرهاب» في الجزيرة ص 15 يوم الأحد 16 شعبان 1424هـ بقلم: محمد بن عبداللطيف آل الشيخ. وعجبت لما فيه؛ فقد عمد الكاتب إلى جواب لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله على سؤال عن إنشاء صندوق لسائقي السيارات وفسر جواب الشيخ بما يتفق مع رأيه في التبرعات الخيرية في هذه الأيام وما يسمى بالحملة على الإرهاب.
وإذا كان الشيخ محمد قد سئل عن قضية معينة وأجاب عليها جواباً واضحاً فكيف ساغ للكاتب أن ينقل جواب الشيخ ويضع له عنواناً من عنده وهو: الشيخ محمد بن إبراهيم وتمويل الإرهاب، ونحن نعلم أن الشيخ - رحمه الله - قد توفي قبل أربعة وثلاثين عاماً فبأي حق يقحم جوابه ذلك في قضية حديثة الخروج ولها ملابسات لا تخفى على أولي الألباب؟!.
وإذا كان اليهود في أنحاء العالم يؤسسون الجمعيات «الخيرية» التي تهدف إلى جمع التبرعات لدولة إسرائيل، والعالم كله يشهد ذلك ويعرفه، فإنهم هم الذين يصفون كل نشاط تقوم به الجمعيات الخيرية في بلاد المسلمين بأنه إرهاب وينساق بعضنا خلفهم في تلك التسمية!!.
أما الاستشهاد بحالة نادرة وشاذة كالتي نقلها الكاتب في استعمال بعض من قبض عليهم في المملكة لصناديق قيل إنها لجمع التبرعات فذلك خطأ لا يقره عاقل وتصرف يحسب على أصحابه وحدهم وليس ذنباً للمؤسسات الخيرية أو لأهدافها. والجهات المسؤولة في بلادنا - ولله الحمد - تدرك ذلك وهي تشرف إشرافاً مباشراً على برامج وأنشطة المؤسسات الخيرية ولدى تلك الجهات الوسائل الكفيلة بمتابعة الأمر والتوجيه السليم له.
فهل بعد ذلك مكان لنقل فتاوى علماء قد ماتوا منذ زمن وتفسيرها بما يخالف ما قيلت فيه.. ولو عمد كاتب المقال لفتوى عالم على قيد الحياة ونقلها نقلاً غير صحيح واستشهد بما فيها في غير محله فسيرد عليه الشيخ ويثأر لنفسه وينفي ما ينسب إليه.
أما أن تبدأ ظاهرة نقل فتاوى الميتين وتفسيرها بما يتفق مع أهوائنا فذلك مسلك خطير وعقوق لأئمتنا وعلمائنا وتحريف للكلم عن مواضعه، وهنا نسأل من يثأر للعلماء الميتين ويدافع عنهم ومن الذي يحق له نقل الفتوى والاستشهاد بها وهل لذلك ضوابط تزيل اللبس وتحمي تراث علمائنا من التأويل والتفسيرات الخاطئة؟!!
إن خير من يملك الجواب على ذلك هم هيئة كبار العلماء وهم المؤهلون لذلك - حفظهم الله - ونفع بهم البلاد والعباد.
أسأل الله تعالى أن يهدينا صراطه المستقيم وأن يعيذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأن يرد عنها كيد الكائدين وأن يجزي ولاة أمرنا خير الجزاء على ما يقدمونه لنفع البلاد والعباد ونصر الحق وأهله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

عبدالعزيز بن صالح العسكر / ص.ب: 190 الدلم 11992

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved