Monday 10th november,2003 11365العدد الأثنين 15 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

القرطاسية الرديئة.. لمصلحة مَن؟؟ القرطاسية الرديئة.. لمصلحة مَن؟؟
عبدالعزيز بن أحمد باطرفي الكندي/ تخصص وخبرة في القرطاسية

مع اندفاع الآباء والأمهات والأبناء للاستعداد للعام الدراسي الجديد وتوفير المستلزمات المدرسية من الأدوات والدفاتر.. إلخ يلاحظ من العام الماضي وهذا العام إقبال الكثير من اولياء الأمور على المنتجات القرطاسية الرخيصة والتي تعرض في محلات البضائع المخفضة والتوجه للمكتبات ذات العروض الرخيصة التي في الغالب.. تعرض المنتجات والأدوات المدرسية الرديئة.
وبصرف النظر عن مكان الشراء فإن الملاحظ والواضح لكل متأمل في تلك الأدوات المدرسية، أنه يرى رداءة وضعف جودتها ولكنها أصبحت ظاهرة إذ يتدافع الناس بعضهم خلف بعض بدون وقفة تأمل وتفكير والسؤال لمصلحة من اغراق اسواقنا بتلك المنتجات التي تفتقر لأدنى مستوى من المواصفات والمقاييس؟ وحتى يشاركني الآباء والأمهات والمربون في الموضوع أرجو ان أعرض عليهم بعض الملحوظات من تجارب وخبرة في عالم القرطاسية:
بعض تلك المنتجات القرطاسية رديئة بل ثبت خطورتها على الأطفال وإثارتها للحساسية لرداءة صنعها ومن ذلك الصلصال والطباشير والألوان وبعض أقلام الرصاص ذات الفحم والخشب الرديء والغراء.
معلوم للجميع ان البلدان المصنعة والمنتجة لهذه النوعيات تعلم ان هذه البضائع لا تصلح للتصدير إلا إلينا وللبلدان الفقيرة وفي المقابل لا تصدر تلك البلدان لأوروبا إلا أفضل المنتجات جودة، واعتقد ان المسؤولية الكبرى تعود إلى أمانة وصدق التجار المستوردين وحرصهم على حماية بلدهم والترفع عن الاندفاع الخطير نحو المكسب المادي السريع.
ومسؤولية وزارة التجارة في التهاون مع بعض التجار المستوردين وذلك في تدقيق سلامة المنتج وجودته.
من لا يدقق في حروف المنتج الذي يريد شراءه من القرطاسية قد يتعرض للتلبيس والخداع بالشكل فتجد بعضها يطابق المنتج الأصلي في اللون والشكل والحجم ولكن يختلف حرف أو حرفان لخداع المستهلك ومع قلة السعر تقل الجودة والوزن وقد يكون ضاراً صحياً.
من تجربة شخصية:
عرض عليَّ قلم سائل تجاري «مقلد» بقيمة رخيصة، الدرزن بستة ريالات وجربت العينة المعطاة لي فإذا هو ينافس في السلاسة والحبر أفضل الأقلام اليابانية الصنع، فطلبت منه كمية درازن ملونة ولكن.. عندما قمت بفتح أول علبة منها فوجئت بأن هناك أقلاماً يسيل حبرها وبعضها عند فتح الغطاء كانت كذلك وقد ألقم البائع حجرا من ذلك، والشاهد بعد ذلك هل من الأمانة والصدق ان يستورد التاجر مثلها ويعرضه للبيع ولا يبين لك العيوب وأقول.. من المستفيد من هذا الاغراق والتردي؟ وإلى متى يستمر هذا الاستخفاف بالمستهلكين.
الناس.. تريد الرخيص.. عبارة سهلة وجذابة ولكن قارن مثلا وزن المنتج الأصلي من القرطاسية بالمنتج المقلد الرديء وقارن الجودة والعمر الافتراضي لكليهما.
الحرص على:
أولاً: أتمنى وآسف للاطالة وبكل جدية وحزم من الآباء والأمهات والمربين والمسؤولين الحرص أولاً على صحة وسلامة أبنائنا.
ثانياً: توجيه الأبناء للبحث عن الجودة العالية بسعر مناسب وليس المنتج الرديء بالسعر الأقل، هكذا علمنا آباؤنا.
ثالثاً: «حيثما ذهب الناس اذهبوا.. وما يعمله الناس اعملوا».
مقولة سلبية لا تصح أبداً على اطلاقها والسؤال الموجه: هل وقف الجميع مع هذه الظاهرة وتأملوا؟؟؟

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved