يطرح الإرهابيون أنفسهم بشكل بشع كقتلة للأطفال والنساء وكفئة مدمرة تلجأ إلى أفظع الوسائل لتنفيذ أهدافها الشريرة.
ويتساءل المرء: ماذا يستهدف هؤلاء وهم يقدمون أنفسهم بهذه الطريقة الوحشية؟
ومن يقبل أن يتعايش أو يتعامل مع شخص مملوء بكل هذا الحقد وتتملكه نوازع الشر والبطش.
لقد وضع هؤلاء بأنفسهم وبأيديهم الآثمة عناصر رفض المجتمع لهم، وقدموا أنفسهم بأسلوب غاية في الوحشية.
فليس من المقنع تدمير المنازل على رؤوس المدنيين الآمنين.
وليس من الإنسانية في شيء أخذ الناس على غرة من أمرهم ورميهم في أتون النيران والدمار.
وليس من الدين اللجوء إلى هذه الوسائل البشعة ضد الأبرياء.
وستضاف هذه الجريمة الجديدة في الرياض إلى ما سبقها من فظائع لتشكل إدانة جديدة لهؤلاء الذين آثروا الخروج على تعاليم الدين الحنيف الذي يحرم قتل النفس بغير حق كما خرجوا على المبادىء الإنسانية باستهدافهم لأناس مجردين من السلاح فيهم النساء والأطفال..
هذا الخروج على تعاليم الدين وعلى ثوابت المجتمع يضعنا أمام حالة نشاز ومسألة شاذة، أمام أناس استبدّت بهم نوازع الشر وسيطرت عليهم حالات مرضية لا تستقيم والحياة الإنسانية السويَّة.
ويستوجب الأمر محاصرة الظاهرة لدرء شرورها وأخطارها، فلا يعرف أحد أي أطفال وأي أسر آمنة يمكن أن تطولها الضربة القادمة.
كما يستوجب الأمر تعاوناً فاعلاً من قِبل الجميع.. فالجميع مستهدفون والكل مطالبون بأن يهبُّوا لمواجهة هذه الاخطار وتقصِّي أسبابها والغوص في أغوارها لمعرفة دوافعها.
وكل هذا العمل يستدعي تضافر جميع الجهود لتخليص المجتمع من عناصر تسعى إلى زعزعة أركانه وإشاعة الفوضى في أنحائه لينهار البناء على الجميع الذين يأملون في الحياة ويستبشرون بخيرها ويتطلعون إلى مستقبل مزدهر وأولئك الذين انسدَّت آفاق الحياة أمامهم بأفعالهم الآثمة ولا يهمُّهم أن يظلُّوا على قيد الحياة ومن ثم يسعون إلى هذا الدمار والخراب.
|