Monday 10th november,2003 11365العدد الأثنين 15 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الاحتضار الاحتضار
أميمة الخميس

إلى كل أم أهتز قلبها بالهلع ليلة الأحد الماضي عندما اهتزت جدران ونوافذ المدينة، وأخذت تبحث عن أبنائها في الجهات الأربع، إلى كل أب قفز من مكانه يتخبط إلى حيث عائلته يتلمس أمنها وسلامتها، إلى كل شيخ تبعثر أمنه وطمأنينته، وغادرته روحانية صيامه واستبدلها بارتفاع للسكر والضغط، إلى كل طفل اختفت وسادته تلك الليلة وحل بدلا منها هرج ومرج وهرولة بين القنوات بحثاً عن الحقيقة، إلى جميع شوارع الرياض وميادينها المنسابة بالطمأنينة دوما والمطوقة بألفة عجيبة بين المكان والزمان.
أطمأنكم أنها هجمة الديناصور الأخيرة وانه يتخبط وهو في طور الاحتضار، فيزداد عندها حدة وشراسة، الديناصور الخارج من ركام التاريخ من زمن التحجر والكهوف، يطارد عباد الله المسلمين، بنصوصه المغلقة على جهله والمصمتة على عنفه وقائمة لا متناهية من السدود والممنوعات ضد تيار الحياة القوي العارم، تيار الحياة قوي وهادر ويتحطم من أعلى فيأخذ في طريقه جميع المماحكين والمتنطعين وأولئك الذين يدعون امتلاكهم الحقيقة كاملة دون خلق الله، بما فيهم الديناصورات المنبثقة من الكهوف والتي تريد أن تعتسف الزمان، عبر الدمار والشظايا التي تخترق لحم الأطفال، وأجساد النساء والنسيج الثمين الذي كان يطوق مساءات الرياض الرمضانية.
إنها هجمة الديناصور الأخيرة وهو يسقط عقائديا وشعبيا ويأخذ وإياه حقبة مظلمة كانت مصدرة لمخلوقات الموت والظلمة تترصد بنا في الشوارع والمنعطفات.
لكن ما برح هناك بعض من الرؤوس التي تؤيد الأذناب إما بالتواطؤ الخفي أو التأييد الصامت، وهنا تحديدا لب المشكلة فعندما نصل إلى أمن الوطن لا مجال للحلول الوسطى أو المواربة أو الصمت أو الردود الباردة والفتاوى الفاترة، يجب أن تكون هناك حالة تجييش شعبي كامل ضد الديناصور، ولنحمل جميعنا الحراب ونقصر من مرحلة احتضاره الشرس.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved