Monday 10th november,2003 11365العدد الأثنين 15 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ماذا تريدون..؟ ماذا تريدون..؟
عبدالرحمن بن علي الجريسي (*)

ليس أمر ولا أضر بمسيرة الحياة والأحياء، من لجوء الأشرار الى تعكير صفو الحياة وصفائها.. ولقد جعلت الشرائع السماوية كافة ومنها الإسلام الحنيف من ترويع الآمنين والمتسأمنين في ديار الإسلام، غاية في الأهمية وصدرته مكاناً عليا في التشريعات المنصوص عليها في الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة.
ولا يظنن ظان ان استهداف الأحياء وأعني بهم البشرية في أصل عنصرها الرفيع «الإنسان» أياً كان، ليس بقتله لأن ذلك يأتي ضمن أول المحرمات، وإنما بتهديد أمنه النفسي والاجتماعي والاقتصادي ولو في حده الأدنى، لا يظن ان ذلك يكون ضمن ما يحث عليه فكر او تدعو له جماعة تنطلق من رحم هذا الإسلام الصافية الواضحة.. إذن فمن أين ينطلق هؤلاء الأشرار ومن أين جاءوا وما بغيتهم حين يروعون المسلمين في أقدس بقاع الارض وفي اشرف الزمان.. وماذا يريدون حين يستهدفون الآمنين في المجمعات السكنية التي يجتمع فيها الرضع والكهول وضعيفي الإرادة؟ يجاورهم السكنى مستأمنون في ديارنا من الغربيين قد تكون بين أحدهم وبين اعتناق الإسلام الشعرة الواحدة.
أهم يريدون الحواروهل تكون هذه وسيلته؟ أم يريدون إخراج الغربيين وهل هذه طريقته؟ أم تراهم يريدون لنا ولسوانا الهداية.. فهل هذه لغتها ولغتهم؟
لكن الذي أراه ويراه الجميع معي ان الأمر في معناه وفي وسيلته خارج عن كل معهود ومثال وهو بهذا لايندرج إلا تحت سياق الافساد في الارض والسعي في خرابها وفي جعلها غير قابلة للاستقرار بكل معنى الكلمة، وهذا ما ترفضه النفس الطيبة الزكية هنا في الأرض، وهو ما تهتز له السماء.. فمن قتل نفساً مؤمنة بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً.
بيد أن دلالات عميقة نراها نحن ولا يستشعرها الأشرار ولن نتيح لهم فرصة الفرح بفعهلم الشنيع البغيض هذا.. هي أننا أبناء هذا الوطن العزيز كافة، وفي مجتمع رجال المال والأعمال خاصة نزداد يقيناً ببطلان أهدافهم التي ينطلقون منها..وبخسران أهدافهم التي ينطلقون إليها.
وحين يعجز أولئك الذين يسكنون باطن الارض ويقتاتون من فكر لم تنبته هذه الأرض الطيبةالمبارك حولها، بل هو ومن شدة غرابته وسخونة وسائله وغاياته ارجح ما يكون مستدعى من مكان ما وزمان ما.. ليس هو زماننا ولا مكاننا.
وفي أجواء مثل هذه الأجواء المفعمة بالبركات وعلو الايمانيات لندعو الله ونبتهل اليه متضرعين ان يتغمد بواسع رحمته أرواح موتانا وان يتولى عز شأنه مجازاة الاشرار بما اغترفوا في حق وطنهم ومواطنيهم وضيوف وطنهم.. وقبل ذلك وبعده في حق ديننا الإسلامي الحنيف.
ونجدد الوعد والعهد لله ثم لولاة الأمر ولهذا الوطن أن نكون قريبين متضامنين معهم ضد كل خائن شرير.

(*) رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved