* الرياض - محمد العيدروس:
بدا سيناريو العمل الارهابي العنيف الذي شهده مجمع المحيا السكني ليلة أمس الأول دموياً وقاتلاً منذ الوهلة الأولى عند الساعة 55 ،11 تقريباً.
حيث بدأ الجناة الارهابيون مخططهم بالانتشار على شكل طوق حول المجمع وانقسموا إلى عدة فئات وبدأت الشرارة الأولى حينما بادر عدد من الارهابيين الذين تمركزوا في أعلى الجبل المجاور للمجمع والمدججين بالسلاح والقنابل بإطلاق النار بكثافة نحو النقطة الأمنية المتمركزة حول مدخل المجمع وهي مكونة من دورية حراسة خاصة بها ثلاثة أشخاص ودورية حكومية مسلحة تتمركز بجوارها. وذلك بهدف اشغال أطقم الحراسة الموجودة في مدخل المجمع ومحاولة اصابتها أو تضليلها عن العملية الأساسية وهو ما يفسر حدوث انفجار سبق العمل الارهابي.
عقب ذلك تصادف وفقاً لشاهد عيان أن فُتحت البوابة الرئيسية لخروج إحدى السيارات لتقتحم سيارة جيب مموهة بألوان تشابه السيارات الأمنية وقد تكون مسروقة على الأقل المجمع ويحدث الانفجار الهائل.
وعلمت «الجزيرة» من شاهد عيان كان في موقع إدارة مجمع المحيا السكني أن البوابة الخارجية لم تكسر؛ مما يفسر أن العمل مخطط له بدقة متناهية.
وقال إنه فوجئ وعدد من زملائه بدوي قنبلة سقطت في باحة المجمع أولاً ويبدو أنه من آثار تبادل اطلاق النار بين طاقم الحراسة والارهابيين المنتشرين في أعلى الجبل.
تجدر الاشارة هنا إلى أن للمجمع السكني مدخلاً واحداً ويضم 200 فيلا وبه قرابة ال«195» أسرة أردنية ومصرية وسورية وجنسيات آسيوية. وتتراوح ايجارات الفيلا الواحدة بين 40 و45 ألف ريال.
على صعيد آخر أكدت مصادر أمنية أن الاعتداء الذي استهدف مجمع المحيا غربي الرياض كان هجوماً انتحارياً تم بسيارة مفخخة.
وقال المصدر «إنه اعتداء انتحاري. سيارة نجحت في الدخول إلى المجمع رغم حواجز الأسمنت» التي تحيط بالمجمع لأسباب أمنية.
وأضاف: «لقد انفجرت في الداخل» دون أن يكون بإمكانه توضيح ما إذا كان في داخلها انتحاري واحد أو أكثر.
وأوضح مالك المجمع محمد صالح المحيا أن الهجوم بدأ عندما «قام رجال مسلحون أخذوا مواقع على تلة تشرف على المجمع بإطلاق النار باتجاه الحراس على مدخل المجمع».
وأفاد أن حطام سيارة الجيب يشاهد وسط المجمع حيث دمر الانفجار بشكل كامل خمس فيلات على الأقل، وخلف الانفجار حفرة بعمق مترين تقريباً.
ومن جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة طلبت من دبلوماسييها العاملين في المملكة ومن عائلاتهم ملازمة منازلهم وعدم مغادرة حي السفارات في الرياض حيث يقطنون.
وقالت الخارجية إن «السفارة وبسبب الاعتداء على مجمع سكني في الرياض تقوم بتحذير الجالية الأمريكية كي تبقى بعيدة عن الأماكن العامة».
وأضافت «على موظفي السفارة وعائلاتهم الحد من تنقلاتهم والبقاء في الحي الدبلوماسي حتى يصار إلى تقويم جديد للوضع الأمني».
وكانت السفارة الأمريكية في الرياض دعت الجمعة الماضي الرعايا الأمريكيين في المملكة الذين يقدر عددهم ب«35» ألف أمريكي إلى «اليقظة والحذر الشديدين» بسبب «المعلومات الجديرة بالثقة التي تؤكد أن مجموعات الارهابيين انتقلت من مرحلة التخطيط لشن هجمات في المملكة إلى مرحلة التنفيذ».
|