Monday 10th november,2003 11365العدد الأثنين 15 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
يا أئمة المساجد
ًعبدالرحمن بن صالح العشماوي

من المظاهر التي تثلج الصدر، وتُرضي القلب، وتريح النفس، وتفتح لنا بوَّابات الأمل على مصاريعها ظاهرة الإقبال على بيوت الله من جميع فئات المسلمين الاجتماعية والعمرية، فالمساجد ولله الحمد عامرة بالمصلين من الشيوخ، والشباب، والصبيان ينتظمون في بنيانها المرصوص كل يومٍ خمس مرات، نحمد الله على ذلك ونشكره.
وهذا الإقبال هو الذي يعدِّل الميزان في هذا العصر الذي نعيش جميعاً اضطرابه وقلقه ومشكلاته وأحداثه، وهو يضاعف مسؤولية الأئمة، ويزيد من خطورة دورهم في قيادة جموع المصلين إلى صلاةٍ كاملةٍ خاشعة، تتحقق فيها أوامر الشرع في هيئاتها وحركاتها وقيامها وقعودها وأركانها وواجباتها وشروطها، وهنا تأتي أهمية اختيار «الأئمة» الذين يقومون بهذه المسؤولية، ويؤدون هذا العمل الكبير.
لقد سبق أن أجريتُ ريشة قلمي على سطور هذه الزاوية قبل أشهر داعياً أئمة المساجد إلى تكثيف جهودهم لتوعية المرتادين للمسجد توعية متواصلة ينبهون بها الغافل، ويعلمون بها الجاهل، ويذكرون بها الناس، ويواصلون التوجيه والإرشاد بنفوس راضية، وعقولٍ واعية، وصدور سليمة، وثغور باسمة يمدون بها حبال المودة والمحبة بينهم وبين المصلين.
وها أنذا أعود إلى الموضوع نفسه لأوجه نداء صادقاً إلى أئمة المساجد الفضلاء، بأن يكونوا قدوات في القيام بما يجب عليهم في توعية المسلمين بجوانب عبادتهم الصحيحة.
فليس بكاف قراءة الإمام نصف صفحة أو صفحة في كتاب بعد صلاة العصر، أو بعد صلاة العشاء، خاصة إذا كانت قراءة الإمام ضعيفة الأداء، كثيرة الأخطاء النحوية واللغوية، وإنما لا بدَّ من أن يطوِّر الأئمة أساليبهم في توعية الناس وتوجيههم، حتى يتعرفوا على أفضل الوسائل للقيام بدورهم الكبير.
ويمكن أن نحول الموضوع إلى خطوات عملية تتمثل في بعض المقترحات التي تحقق الغرض المنشود بإذن الله.
1- يحسن بالأئمة أن يضيفوا إلى جهودهم في القيام على جماعات تحفيظ القران في مساجدهم جهد الحرص على تعويد الملتحقين بها من الأطفال والشباب على النظام، والنظافة، وإشعارهم بأن للمساجد حرمةً وقدراً خاصاً في النفوس.
2- يحسن بالأئمة أن يقوموا برصد دقيق لمجموعة المخالفات والأخطاء التي تقع من كثير من المصلين كباراً وصغاراً في أداء الصلوات، وهي مخالفات مشاهدة يومياً، من «حركات كثيرة، وهيئةٍ في اللباس غير جيدة ولا منظمة، وعدم نظافة في ملابس بعض المصلين، وطريقة الوقوف في الصف، والركوع والسجود والجلوس، وروائح السجائر أو الثوم والبصل، أو العرق الذي يؤذي المصلين، ومشكلة الجوَّلات بأنغامها المختلفة التي لا تزال مشكلة منتشرة في مساجدنا بصفةٍ عامة، ومشكلة الركض مع اللهاث اللافت للنظر لإدراك الإمام في الركوع، وصراخ الأطفال ولعبهم المزعج أثناء الصلاة، إلى غير ذلك من المخالفات التي ستكون سهلة المعالجة إذا ما قام الأئمة برصدها وترتيبها في قائمة، ووضع الطرق المناسبة لعلاجها.
3- هنالك عددٌ من المصلين منَّ الله عليهم بالتبكير إلى المسجد، والجلوس في الصف الأوَّل خَلْف الإمام، وهؤلاء يمكن أن يكون لهم دور فعَّال في مساعدة الأئمة لتحقيق ما يريدون.
4- لابد أن يتذكر الأئمة أنَّ بعض المصلين يكون جاهلاً بأشياء كثيرة في صلاته مع أنه من المعروفين بالثقافة والمعرفة، وأن هنالك مخالفات كبيرة أو صغيرة تجري في الصفوف والأئمة لا يعلمون بها ولا يرونها، وهذا يدعو الأئمة إلى عدم التوقف عن التوعية والتوجيه والإرشاد.
5- يحسن أن يكوِّن الأئمة من بعض طلاب العلم الذين يصلّون معهم لجنةً توجيهية تدريبية تدرِّب صغار السنّ على الأداء الصحيح للصلاة، وتوجِّه بعض المصلين إلى الطريقة المشروعة للصلاة الواجبة بخشوعها وصفاتها التي تجعلها موافقةً للمراد شرعاً.
6- إنَّ التفات الوزارة إلى وضع خُطَّةٍ واضحة لهذا الغرض سيدفع الأئمة إلى التنفيذ وتحقيق المراد، وسيطور عمل الأئمة في مساجدنا - بإذن الله -.
إشارة:


بيني وبينكَ من صلاتي سُلَّمٌ
ما زلتُ أمنحه عزيمةَ صاعد

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved